بعد فترة طويلة من الإنقسام والتشرذم، يتجه حزب "البعث العربي الإشتراكي" في لبنان إلى الوحدة من جديد، في حين كانت الأمور قد وصلت إلى بروز 3 أجنحة: الأول برئاسة النائب ​عاصم قانصو​، الثاني برئاسة سهيل القصار، الثالث برئاسة ​نعمان شلق​.

في الأشهر الماضية، ظهرت العديد من بوادر التقارب والإنفتاح بين جناحي قانصو والقصّار، من خلال تشكيل لجنة مشتركة بينهما عملت على التحضير لعقد مؤتمر قطري لإنتخاب قيادة جديدة، في حين كان الجناح الذي يرأسه شلق يُصر على أنه يمثل القيادة الشرعية على الساحة اللبنانية، لكن برزت مجموعة من التطورات التي بدلت المشهد العام...

في هذا السياق، تكشف مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، أن التحضيرات قائمة لعقد المؤتمر القطري العام يوم الأحد المقبل في 5 شباط، وتشير إلى تكليف قانصو من قبل الرئيس السوري ​بشار الأسد​ بالعمل على لمّ شمل الحزب، وتؤكد بأن العمل الأساسي هو على جمع الأجنحة الثالث من دون إستثناء أي جهة.

وفي حين تشير مصادر الفريق الذي يرأسه القصار، عبر "النشرة"، إلى أن اللجنة القائمة مع الجناح الآخر، الذي يرأسه قانصو، قطعت شوطاً كبيراً على هذا الصعيد، تعتبر أن البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لفريق شلق، الذي تحدث عن التقاء جميع وجهات النظر المتباينة، حول كيفية حل أزمة الحزب في لبنان، على تكليف قانصو الإشراف على عملية توحيد الحزب، بادرة حسن نية من الممكن البناء عليها.

وتشدد هذه المصادر على أن التوجه العام في الأساس هو نحو توحيد كافة البعثيين، لا سيما أن ليس هناك من خلافات على مستوى الخيارات السياسية، بل على العكس من ذلك هناك إجماع على مرجعية الرئيس الأسد، وتؤكد بأن الإتصالات مع الجناح الذي يقوده شلق قائمة لتأمين حضورهم إلى المؤتمر العام، في حين أن من يأخذ قرار المقاطعة يتحمل هو المسؤولية.

على صعيد متصل، كان السفير السوري في لبنان ​علي عبد الكريم علي​ يتبنى جناح شلق، على إعتبار أنه يمثل الشرعية الحزبية، لكن اليوم تكشف مصادر خاصة لـ"النشرة" أن علي ليس بعيداً عن عملية لمّ الشمل التي تجري على قدم وساق، وترجّح أن يكون عدد المشاركين في المؤتمر بين 150 و200 عضواً، إلا أن السفارة السوريّة في لبنان عمدت إلى نفي أي رعاية لعلي لهذا المؤتمر، بحسب ما ورد في البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لجناح شلق.

وفي حين من المتوقع أن تكون القيادة المقبلة جامعة، علمت "النشرة" أن الترجيحات تذهب إلى إنتخاب النائب قانصو أميناً قطرياً للحزب، لكن هذه العملية تبقى محكومة بنتائج الإنتخابات التي ستحصل، إلا أن مصادر مطلعة، من الجناح الذي يرأسه قانصو، تؤكد لـ"النشرة" أن هذا الموضوع يتوقف على نتائج المؤتمر.

وتكشف هذه المصادر أن تكليف قانصو بالعمل على توحيد الحزب في لبنان، من قبل الرئيس السوري، حصل بعد إتصال هاتفي بين الجانبين خلال تواجد الأول في دمشق، في حين أن اللجنة المشتركة مع جناح القصّار كانت منذ ما قبل التأليف تسعى إلى التواصل مع جناح شلق، وتضيف: "بعد التكليف أخذت اللجنة زخماً أكبر من أجل الإنطلاق بشكل يستوعب الجميع من دون إستثناء".

وفي حين تشير هذه المصادر إلى أن لا يمكن الحديث عن نتيجة نهائية حتى الآن، تلفت إلى أن هناك بوادر إيجابية والخطوات تتسارع على هذا الصعيد، وتكشف عن لقاء جمع، يوم أمس، النائب قانصو مع السفير السوري، وتشدد على أن الأجواء إيجابية وهناك إتفاق على إيجاد قواسم مشتركة، بينما فضلت مصادر الجناح الذي يرأسه شلق الإنتظار قبل التعليق على التطورات.

في المحصلة، تتسارع الإتصالات والمشاورات بين الأجنحة المختلفة في "البعث" للعودة إلى الوحدة من جديد، فهل تنجح في الوصول إلى مؤتمر قطري جامع يوم الأحد المقبل؟