لا تعتبر قضية الدخول الى مؤسسة ​كازينو لبنان​ بالعابرة، فأن تكون موظفاً في أي مؤسسة أو شركة عادية أمر لا بأس به ففيها تتقاضى راتبك حسب شهاداتك وربما حسب "الواسطة"، ولكن أن تكون موظفاً في كازينو لبنان فهو أمر آخر وربما قد تكون هذه ورقة الياناصيب التي يحلم كثيرون بالفوز بها!

في الآونة الأخيرة إنتشرت أخبار في أروقة كازينو لبنان تتحدث عن أن رئيس مجلس الإدارة ​حميد كريدي​ ينوي إيقاف الأرباح الإضافية أو ما يسمى بالـ BONUS على رواتب الموظفين. وهنا تشرح مصادر مطلعة عبر "النشرة" أن "هذه الأرباح الإضافية تدخل أيضا في تعويض نهاية الخدمة لهؤلاء وبالتالي فإن ما يسجّل في الضمان هو الراتب الأساسي زائد الأرباح الإضافية"، وتشير الى أن "عدداً من الموظفين ممن تجاوزوا العشرين عاماً في الخدمة قاموا بسحب تعويضهم فيما يفكّر آخرون بالقيام بهذه الخطوة مخافة أن تؤثر عليهم سلباً قرارات كريدي إذا ما طبّقها". ليبقى السؤال: "لماذا يعطي الموظفون هذه الأهمية للأرباح الأضافية وكيف يتقاضونها وما هي قيمتها"؟!.

تشرح المصادر بالأرقام كيف يتقاضى الموظفون في هذا المرفق العام للأرباح الاضافية كل حسب راتبه، وتشير الى أنه "منذ سنوات وقّعت شركة كازينو لبنان والنقابات المسؤولة فيه إتفاقاً يقضي بإعطاء الموظفين الأرباح الإضافية على رواتبهم إذا ما وصلت أرباح الكازينو الى مئة وخمسة وستين مليون دولار في السنة وهو الرقم الذي لم تنخفض عنه في أي من المرّات". وتلفت الى أن "كلّ موظّف يتقاضى 70% كأرباح اضافية من أساس راتبه في كلّ شهر، فيما لا يتدنّى راتب أبسط موظف في الكازينو عن المليونين ومئتي ألف ليرة وبالتالي فإنه يضاف اليه الارباح الاضافية على أساس 70% من الراتب، والتي تصل الى 1.540.000 ل. ل. اذا كان يتقاضى 2.200.000 ليرة لبنانية ليصبح الرقم 3.740.000 ل. ل.. أما وضع موظفي صالات الألعاب أو ما يسمى Gaming فيختلف عن باقي الموظفين لأن هؤلاء يتقاضون 130% بدل أرباح عن الراتب وفي عملية حسابيّة بسيطة أيضاً إذا كان يتقاضى 2.200.000 ليرة لبنانية كأساس راتب يضاف اليه 130% والذي يبلغ 2.860.000 ل. ل. فإن الموظف يتفاضى 2.200.000+2.860.000= 5.060.000 ل. ل."، وتشدد على أن "لـ70% تدفع للموظف دفعة واحدة مرّتين في السنة، الأولى في حزيران وتشمل الأشهر الستة الأولى من السنة يتقاضى 50% أرباح عن هذه الأشهر وفي الثانية أي في كانون الأول يتقاضى 70% عن الستة أشهر من حزيران الى كانون الاول يضاف اليها 20% عن الأشهر الستة الاولى التي تقاضى فيها 50% كبدل أرباح عوضاً عن 70%".

وتتابع المصادر "حال مدراء كازينو لبنان يختلف عن الموظفين العاديين ورواتبهم تتراوح ما بين عشرة الى خمسة عشر مليون ليرة وما فوق بحسب الدوائر، وبالتالي إذا كان أساس الراتب 10.000.000 ل. ل+70% الذي يبلغ 7.000.000 ل. ل. فإن الراتب سيصل الى 17.000.000 ليرة لبنانية في الشهر الواحد أو 25 مليون ليرة وخمسمئة ألف ليرة لبنانية اذا كان أساس الراتب خمسة عشر مليون ليرة"، وتضيف: "هذه الأرقام لا يتقاضاها الموظفون على اثني عشر شهرا بل أربعة عشر شهراً إضافة الى الأرباح الاضافية".

وبعد عرض هذه الأرقام تشير المصادر الى أن "مخاوف الموظفين من الغاء الارباح الإضافية بحجّة أن الكازينو يخسر هي مخيفة لأن الأرباح الاضافية أهمّ من الراتب الأساسي وهي على المدى الطويل أساسية لأنها تدخل في تعويض نهاية الخدمة"، وتضيف: "من هنا بات مفهوماً لماذا لجأ بعض الموظفين الى سحب تعويضاتهم فيما البعض الآخر يفكر بالقيام بهذه الخطوة".

إذاً "مزراب الذهب" في الكازينو أهمّ من الراتب الأساسي، وهو يموّل ​سلسلة الرتب والرواتب​ في غالبيّة قطاعات الدولة اللبنانيّة بدل إضافة ضرائب لا لزوم لها وتشكيل عبء يثقل كاهل المواطن أكثر فأكثر، ليبقى القول إن راتب المدير في كازينو لبنان يفوق الراتب الذي يتقاضاه رئيس الجمهورية في شهر واحد، وهنا تبقى الآمال معلّقة على ما سيفعله الرئيس ميشال عون في هذا المرفق الذي يعاني من الفساد الذي ينخره، فهل يبادر الى عمليّة الاصلاح سريعاً؟!