يبدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ زيارة رسمية للولايات المتحدة الاميركيّة، في اول لقاء بينه وبين الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​، في وقت ما زالت الادارة الاميركيّة الجديدة في صدد ملء جميع المناصب الشاغرة، تمهيدا لوضع سياسة شاملة وكاملة في منطقة الشرق الاوسط.

والمعروف ان الادارة السابقة بقيادة الرئيس السابق باراك اوباما نسجت علاقات دفاعية وطيدة مع تل ابيب، لكن الخلاف في وجهات النظر بين الدولتين حول ملفات عدة ترك بصماته حول العلاقات الاميركية-الإسرائيلية .

ورأت مصادر دبلوماسيّة ان حملة ترامب الانتخابية حملت في طيّاتها إشارات مغايرة لتلك التي ظهرت في عهد أوباما حيال اسرائيل، حيث شددت على تعزيز العلاقات بين البلدين قولا وفعلا، مشيرة الى ان اللقاء بين ترامب ونتانياهو، سيكون فرصة للتعبير عن الأجواء الإيجابية التي ستؤسس لعلاقات جيدة .

وتتابع المصادر، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي سينتهز هذه الفرصة للتدليل امام العالم على انه ضيف مميز في واشنطن الجديدة، خصوصًا وانه رابع شخصيّة يستقبلها ترامب بعد البريطاني والياباني والكندي والاردني .

وتوقعت المصادر نفسها ان يركز نتانياهو في محادثاته مع الرئيس الأميركي على المواضيع التالية:

اولا-الملف الإيراني النووي حيث سيكون في مقدمة المحادثات، في ظلّ اعراب من وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلر ووزير الدفاع جيمس ماتس عن توجه الادارة الجديدة لترامب لتطبيق الاتفاق النووي مع ​ايران​ بحذافيره بدل إلغائه، وان مثل هذا الامر لا يتعارض مع رأي المسؤولين في جهاز الامن القومي الاسرائيلي. ويصبو ناتانياهو الى معرفة الخطوات التي ستتبعها واشنطن لمنع ايران من ان تصبح دولة نووية .

ثانيا-يعتقد الاسرائيليون ان الرئيس الأميركي يرغب في عقد صفقة مع موسكو لمحاربة "داعش" في سوريا، وان مثل هذا التوجه لا يقلقهم وأنهم على يقين من ان واشنطن بحاجة الى صفقة تؤمن علاقات تعاون بين الروس والأميركيين .

ولفتت المصادر في هذا السياق الى ان وجهة النظر الإسرائيلية التي سيبلغها نتانياهو، هي ان يكون هناك حد فاصل بين دور كل من موسكو وإيران في سوريا، وان بلاده تطمح بأن تحدّ أي تسوية محتملة بين الروس والولايات المتحدة الأميركية في سوريا من تحركات طهران في الجنوب السوري، والاّ تصل أسلحة متقدمة انطلاقا من الاراضي السورية الى حزب الله، وان تؤدي الى إغلاق مصانع السلاح في سوريا التي تمولّها ايران .

ثالثا-تراجع الملفّ الفلسطيني في العالم العربي بسبب الأحداث الدامية في عدد من هذه الدول، وتخوف البعض من الهيمنة الإيرانية على عدد من الملفات الحساسة، والتقارب غير المعلن الحاصل بين الدول المتخاصمة مع طهران، سيدفع برئيس الوزراء الاسرائيلي الطلب من واشنطن تشجيع الحلفاء في المنطقة لمزيد من التقارب مع تل ابيب تمهيدا لتسهيل عملية سلام شاملة.

رابعا-في ظل عدم وجود مؤشرات في الوقت الحاضر لقيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، واعتبار ادارة ترامب ان بناء المزيد من المستوطنات لن يساعد في عمليّة السلام، فإنها ستطلب من الإسرائيليين تسهيل مهمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ادارة شؤون القطاع اقتصاديًّا وسياسيًّا للحد من انبثاق مجموعات جديدة متطرفة، مما سيساعد على تحقيق السلام الشامل في المنطقة .

وتخلص المصادر الى القول ان محادثات ترامب ونتانياهو لا بد وان تتطرق الى مسألة نقل السفارة الاميركيّة من تل ابيب الى القدس، لكن الادارة الاميركيّة الجديدة تفضّل في الوقت الحاضر عدم البحث في هذا الملفّ بشكل علني، ومن المستبعد ان يتم الإعلان في نهاية زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي عن اتفاقات كبرى يمكن إنجازها خلال الأشهر القليلة المقبلة.