حين يؤكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون أنّ سلاح المقاومة ضرورة ما دام هناك أرض تحتلها «اسرائيل»، وأنّ هذا السلاح «مكمّل لعمل الجيش ولا يتعارض معه»، فهو لا يعبّر عن قناعات شخص الرئيس وحسب، بل عن حرص أكيد على حماية مصلحة لبنان الوطنية العليا، عن طريق التمسك بعناصر القوة، تعزيزاً للوحدة وتحصيناً للاستقرار. وهذا هو الموقف السليم للرئيس المؤتمَن على الدستور.

إنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة، لم تأتِ من العدم، فهي معادلة تراكمية ترسّخت وتعزّزت بفعل صمود الناس في مناطقها وقراها، وبفعل العقيدة القتالية للجيش اللبناني الذي قدّم التضحيات والشهداء دفاعاً عن لبنان، وبفعل المقاومة التي واجهت الاحتلال الصهيوني وحرّرت وحمت لبنان.

وسواء اقتنع البعض أم لم يقتنع، فإنّ هذه المعادلة الذهبيّة، صارت حقيقة راسخة، ونقطة ارتكاز في استراتيجية الدفاع عن لبنان بمواجهة العدو الصهيوني وفي التّصدي لكلّ أشكال الاحتلال وصنوف الإرهاب، وبالتالي، فإنّ أيّ كلام آخر مختلف، لن يغيّر في الواقع والحقيقة شيئاً.

لكن، ما هو مؤسف، أنّ بعض الجهات والسياسيين والإعلاميين في لبنان، ممّن يمارسون لعبة «الطميمة» في السياسة والوطنية، تنزل عليهم المواقف الكبيرة التي هي بحجم البلد وحقه وكرامته، نزول الصاعقة، لأنها فوق مستوى تفكيرهم الطائفي والمذهبي والفئوي المنحدر.

وما هو مؤسف أيضاً، أنّ بعض الصبية في السياسة والإعلام، يتوهّمون عن سبق جهل وغباء، أنهم يستطيعون إنزال القامات الكبيرة والمواقف الكبرى، إلى مستنقع مستوياتهم المتدنيّة، فيتحدّث واحدٌ منهم عن تعارض موقف الرئيس مع خطاب القَسَم، ويعلن آخر تحوّله إلى «خالة لئيمة»!

للتذكير فقط، فإنّ رئيس الجمهورية معنيّ بمصلحة لبنان واللبنانيين، والعماد ميشال عون تبوّأ سدة الرئاسة، منطلقاً من ثوابته وقناعاته وخياراته التي أعلنها للملأ في العام 2006، يوم كان العالم بمعظمه يقف مع العدو الصهيوني في الحرب العدوانية بهدف كسر لبنان وتصفية المقاومة.

في أحد الاجتماعات قال قيادي مخضرم في موقع رفيع، إنّ «عون هو الرئيس الوحيد الذي لا يوجد أحد دولياً خلف كرسي الرئاسة»… فما حال ادّعاء الصبية؟

إنّ مصلحة لبنان واللبنانيين، بأن تتوّج ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، بقانون جديد للانتخابات النيابية على أساس الدائرة الواحدة والنسبية وخارج القيد الطائفي. وهذا الأمر يجب أن يكون أولوية الأولويات، ولوسائل الإعلام دور أساسي، يتقدّم على الأدوار الأخرى.