أفادت مصادر دبلوماسية لصحيفة "المستقبل" أن "​مؤتمر جنيف​ سيبحث العملية السياسية في سوريا. لكنّ هذه العملية طويلة الأمد لإحراز تقدّم فعلي، على الرغم من تطورات إيجابية تحصل في مجال وقف النار. والفضل الأول في وقف النار يعود إلى الدور الروسي بالتعاون مع تركيا وإيران. هذا الموقف مهم، لأنه يمهّد للبحث السياسي. لكن يبدو أن هناك وجوداً لخلافات في المصالح التكتيكية والاستراتيجية في آن بين الرعاة الثلاثة، ما يؤدي إلى خلافات حول الطموحات والأهداف. الأمر الذي قد يعقّد البحث في العملية السياسية في جنيف. ثم هناك العامل الأميركي الذي يُعدّ أساسياً جداً في إنجاح التفاوض حول مستقبل سوريا. وليس واضحاً بعد بالنسبة إلى الروس، وإلى الأفرقاء الآخرين، فحوى المقاربة الأميركية للعملية السياسية في سوريا. وبالتالي تنعقد جنيف على وقع انتظار تبيان حقيقة الموقف الأميركي".

وأشارت المصادر الى انه "ليس لأحد أن يتوقع إنجاز الكثير في جنيف. لكن إنطلاقة هذه المباحثات تشكل تحدياً كبيراً، وخطوة إيجابية إلى الأمام"، كاشفة أن "​روسيا​ بدأت تجنح أكثر للعب دور الوسيط في الأزمة السورية، بعدما كانت في السابق دعمت صمود النظام. فهي ساعدت النظام إنما ليس للإبقاء على الرئيس السوري بشار الأسد رئيساً، بل لتنهي الأمور بعمليات سياسية تقود إلى إنتخابات يختار من خلالها الشعب السوري من سيحكمه. فهي ليست متمسكة بشخص معيّن".

واعتبرت أن "سلطات روسيا باتت أيضاً أقرب إلى المعارضة المسلّحة. وبالنسبة إليها، فإن كل ذلك يتم ضمن إطار حفظ مصالحها الاستراتيجية. فهي أخيراً وقّعت مع النظام إتفاقية حول قاعدة حميميم، وحول توسيع قاعدة طرطوس. ليس لأحد إذاً أن يتوقع الكثير من جنيف. لكن انطلاقتها مهمة، ولا سيّما إذا ذهبت المعارضة بوفد موحد فتكون خطوة إيجابية".