بالإمكان التلاعب بالمواقف والتقارير وكل شيء، إلا التلاعب بالوقت.

هذا الإنطباع هو السائد هذه الأيام، خصوصاً لدى العاملين على خط إنتاج قانون جديد للإنتخابات النيابية:

ثلاثة أيام فقط لا غير تفصل عن المهلة الأخيرة لدعوة الهيئات الناخبة.

لماذا ثلاثة أيام فقط؟

لأنَّ المهلة الفاصلة بين إجراء الإنتخابات ودعوة الهيئات الناخبة يجب أن تكون تسعين يوماً. وطالما أنَّ الإنتخابات محكومة أن تجري في 21 أيار، فإنَّ مهلة التسعين يوماً تبدأ في 21 شباط. لكن إذا تم احتساب أنَّ ولاية المجلس تنتهي في 21 حزيران، فقد يمكن الحديث أنَّ المهلة لدعوة الهيئات الناخبة قد تمتدُّ إلى 21 آذار، على رغم استحالة إجراء الإنتخابات في شهر رمضان المبارك.

إذاً لا شيء قبل 21 شباط، وفي تاريخ 21 لن تتم دعوة الهيئات الناخبة، لأنَّ رئيس الجمهورية لن يوقع المرسوم، كما أنَّ رئيس مجلس النواب نبيه بري سيكون في طهران الأسبوع المقبل، تلبية لدعوة رسمية، وفق ما تتحدث المعلومات، وعليه فسيمرُّ الموعد وهو في الخارج من دون أي توقيع.

***

في ظلِّ هذه المراوحة، هل من إمكانية للخروج من هذه الدوامة؟

المشكلة أنَّ البعض يُظهرون ما لا يُضمرون، أو أنَّه الإنفصام السياسي، أو أنَّها الإزدواجية السياسية. فالبعض يحاضر بالأكثري وهو مع النسبي، والبعض الآخر يصرُّ على النسبي فيما هو يتمنى الأكثري، هذا التعاطي الإزدواجي مع مشاريع القوانين من شأنه أن يجعل التوصل إلى قانون واحد شبه متعثر، خصوصاً أن الفيتوات المتبادلة تعرقل الأمور أكثر فأكثر.

***

وسط هذه المعمعة، لاح مشروع جديد من وحي المشاريع المطروحة.

إذ وفق المعطيات المتداولة، فإنَّ مشروعاً يجري التداول به على نطاق ضيق، وهو عبارة عن خلطة من المشاريع السابقة وهو يقوم على أن يجري الإقتراع على مرحلتين:

المرحلة الأولى تأهيلية وفق النظام الأكثري، ويُختار من خلالها المرشحان الأولان عن كل مقعد، والثانية وفق النسبية.

المشروع المطروح يعود إلى المحافظات القديمة، أي خمس محافظات، هي جبل لبنان والشمال والجنوب والبقاع، وكل محافظة ثلاث دوائر على أن تكون بيروت مقسمة إلى دائرتين. وتتضمن المرحلة الأولى من الإقتراع تصويت كل طائفة لمرشحيها، والمتأهلان الأول والثاني ينتقلان إلى المرحلة الثانية على أساس النسبي.

***

ما هي حظوظ هذا المشروع في التقدُّم؟

لا أحد قادر على الإجابة، فكم من مشروع قانون تم استهلاكه في الأسابيع الأخيرة؟

الشيء شبه المؤكد، أنَّ الإنتخابات في موعدها تنتقل من خانة الصعبة إلى خانة المستحيلة.