يحتار المرء في كيفية الباس الاله ثياب الانسان وفق مفهوم انساني محض لا خيوط للالوهية فيه. ولم ينفع البعض ان الاله تجسد ليؤله الانسان، بل أصر العديد من الناس على إصباغ الاله بصبغة انسانية "استملاكية".

درجت منذ عقود قليلة ومع دفق عودة الايمان الى الناس، كتابة صلوات للمسيح او القديسين، وهو امر حسن لولا انها كانت تنتهي بتهديد: إنسخ هذه الصلاة ووزعها على أعداد معينة والا فالانتقام سيكون رهيبا...

ومع تطور التكنولوجيا، انتقلت هذه الآفة من الكتابة على الورق، الى البريد الالكتروني والرسائل القصيرة.

اللافت ان هناك اناس لا يزالون يعتقدون بالفعل ان هذه التهديدات جدية، فيرسلون عن خوف هذه الصلوات الى رفاقهم واهلهم، لازالة هذا العبء والمصيبة" عن كاهلهم. ينسى هؤء وغيرهم ان الله محبة، وان المحبة لا تأتي بالقوّة ولعلّها الميزة الوحيدة التي لم يستطع الإنسان تغييرها لانها من جوهر الله.

اين مفهوم المحبة حين تاتي عن خوف او مصلحة او من اجل غاية، فاذا كنا نحن الاشرار لا نعترف بالمحبة المتأتّية عن خوف او اكراه، فكم بالحري ابانا الذي في السموات صانع المحبة الحقيقية الخالصة؟

ليس الله او القديسون الذين ساروا على خطاه من يطلبون ان نحبّهم بالقوة وإلاّ... إنّ هذه التهديدات نابعة من انسان والى الانسان تعود، والله منها براء.