أكّد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النّائب حسن عز الدين، أنّ "المعادلة الّتي تحكم لبنان هي عدم قدرة أحد على إلغاء الآخر، وذلك انطلاقًا ممّا جاء في مقدّمة الدستور اللبناني، الّذي ينصّ على ألّا شرعيّة لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، فلا يمكن بالتّالي أن تكون هناك سلطة شرعيّة في لبنان من دون مكوّن أساسي".
ولفت، خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" في بلدة الصوانة الجنوبيّة، إلى أنّ "الّذين حاولوا الوصول إلى انتخاب رئيس للجهوريّة يمثّل تحدّيًا، أَدركوا أنّ هذا الاستحقاق لا يمكن أن يصل إلى نتيجة إيجابيّة ما لم يكن محكومًا بالتّفاهم بين اللّبنانيّين، وهو الأمر الّذي بيّن صحة وجهة نظرنا الّتي أعلنّاها منذ البداية".
واعتبر عز الدّين أنّ "ما حصل في انتخابات رئاسة الجمهوريّة يبيّن أنّنا من موقعنا الوطني كثنائي "حزب الله" وحركة "أمل"، كنّا سعاة منذ البداية إلى مثل هذا التّفاهم، ففي الدّورة الأولى للانتخاب لم ينجح رئيس الجمهوريّة، أمّا في الدّورة الثّانية عندما وافقنا على إكمال هذا الاستحقاق وإنجازه، دخلنا في التفّاهم؛ وبالتّالي تمّ انتخاب الرئيس".
وأشار إلى أنّ "ما حصل في انتخابات الرئاسة سينسحب على ملف تشكيل الحكومة"، موضحًا أنّ "ما حصل في موضوع رئاسة الحكومة، هو أنّ هناك بعض التّفاهمات الّتي حصلت بين القوى السّياسيّة لاستكمال الخطوة الأولى المتمثّلة بالتّفاهم على انتخاب رئيس للجمهوريّة، من خلال التّوافق على اسم لرئاسة للحكومة، ولكن إذ بنا خلال الاستشارات النّيابيّة نشعر أنّ هناك تخلّيًا من بعض هذه القوى عن خياراتها؛ ما تسبّب بحالة الإرباك الّتي استجدّت".
كما ركّز على أنّ "رغم ما حصل، فإنّ الثّنائي الوطني سيكمل طريق التّفاهم والوفاق الوطني، لأنّ لبنان لا يمكن أن يُدار بغير هذه الطّريقة"، مبيّنًا أنّ "هناك العديد من اللّقاءات الّتي عُقدت في هذا السّياق مع هذا الثّنائي، الّذي يقابل الأمور بمزيد من الحرص على الحوار لإنجاز الاستحقاق الحكومي، والوصول إلى حكومة تبني الدّولة وتتبنّى الثّوابت الوطنيّة في سياستها الخارجيّة وفي مواجهة العدو الصّهيوني".
وشدّد عز الدّين على أنّ "المقاومة ستبقى العنوان الّذي نتمسّك به، لأنّها حقّ مكتسَب لشعب أرضه محتلّة، وسيبقى محفوظًا في أدائنا وعملنا وحركتنا"، لافتًا إلى "أنّنا كنّا من دعاة بناء الدّولة -انطلاقًا من الشّعار الّذي رفعناه "نحمي ونبني"- لتصبح قادرة وقويّة وعادلة، وتكون المواطنة سواء والجميع سواسية فيما يتعلّق بالمواطنية والانتماء لهذا الوطن".
وختم: "إذا كان لأحد الحقّ في الحديث عن الانتماء الوطني فهو نحن، وقد قدّمنا خيرة شبابنا من الشّهداء، إضافةً إلى القادة وعلى رأسهم الأمين العام السّابق لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله، وهذا إنّما يدلّ على الانتماء الحقيقي والعملي والفعلي للوطن؛ دون أن يستطيع أحد المزايدة علينا".