أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنه لم يسبق في التاريخ أن طرح أحد فكرة إخراج شعب من أرضه بشكل مؤقت لإعادة إعمار هذا المكان ثم إعادة هذا الشعب إلى أرضه، معتبرة أن هذا التفكير أقل ما يقال عنه إنه غير منطقي، وغير عملي، بل وينطوي على ظلم شديد غير مسبوق، وهكذا فإن الفكرة التي طرحوها قبل أيام، في الإدارة الأميركية بإخلاء قطاع غزة من ساكنيه هي فكرة خيالية، وأعلنت معظم دول العالم رفضها، ومن جانبها، أوضحت مصر أن الواقعية والعدالة والمشروعية تحتم إعادة الإعمار وأصحاب الأرض يعيشون فيها لا بأن يتم طردهم وتشريدهم هنا وهناك، وما تقدمه مصر من أفكار في هذا الشأن يتمركز حول أن إعمار غزة وأهلها مقيمون بها، يضمن الحق الأصيل لهم في وطنهم الذي لا يحق لكائن من كان منازعتهم فيه.

ولفتت إلى أن المتابع لما يدور بالعديد من الدول العربية الآن سوف يلحظ أن مصر لديها خبرة متراكمة في موضوع الإعمار هذا، وها هي الشركات المصرية العملاقة تنهض بمهمة الإعمار في العراق وليبيا، وبالتالي فهي الأكثر قدرة على إعمار القطاع، موضحة أن المعني هنا هو أن التعجيل بإعمار غزة، وأهلها فيها، سوف يجنب المنطقة ويلات لا يتصورها أحد، وستدفع الدول الكبرى من مصالحها بالمنطقة الكثير، وربما يكون من الضروري التذكير بأن دولا كثيرة في العالم تعرضت للتدمير التام في الحرب، ثم قامت بإعادة الإعمار دون الحاجة لطرد سكان هذا البلد أو ذاك من أرضهم ووطنهم، مشيرة إلى أن مصر أعلنت أن لديها خطة كاملة التفاصيل، وجاهزة للتنفيذ من الغد لإعادة الإعمار، فهل هناك من يقرأ ويسمع ويفهم ويستجيب لصوت العقل.