حذرت أوساط شيعية معارضة لحزب الله عبر صحيفة "الوطن" السعودية "من خطورة ما يقوم به الحزب في سوريا وتماديه بإرسال أبنائهم إلى الموت هناك امتثالا لأوامر ولاية الفقيه الإيراني"، مشيرة إلى "غياب الدولة وعدم قدرتها على الفعل في ظل أجواء مذهبية مشحونة"، رافضةً أن يكون "أبناء الشيعة وقودا لحماية النظام العلوي الذي يريد شعب سوريا إسقاطه"، قائلة "ما لنا في هذا الإطار سوى النأي بالنفس إذا أردنا تجاهل رغبة الشعب السوري في التغيير، لا قتاله حفاظا على نظام خدمة لمصالح إيران النووية في المنطقة".

وأشارت الى أن "تململا متزايدا بدأ ينتظم في صفوف أهل الجنوب والبقاع والضاحية حيث تسأل أمهات القتلى يوميا مسؤولي حزب الله إلى أين تأخذون أولادنا؟ ولماذا يموتون في سوريا؟"، وجمهور الشيعة الذي كان مقتنعا بقتال أولاده على جبهة الجنوب ضد إسرائيل بات من الصعب إقناعه بالقتال في سوريا، ووفقا لمراقبين فقد تطلب إقناع هذا الجمهور الإكثار من ظهور الأمين العام للحزب حسن نصر الله في وسائل الإعلام".

وذكرت المصادر الشيعية أن الحزب "اضطر لرفع رواتب المقاتلين المتفرغين وإغراء الجدد برواتب تصل إلى 1800 دولار ومضاعفة التعويضات عن القتلى والجرحى"، لافتةً إلى أن جمهور الشيعة "يريد التفلت من دولة حزب الله ومن ثقافة الموت التي عممها الحزب طوال 30 عاما مانعا الحفلات لصالح مجالس العزاء التي لا تنتهي".

ولفتت الأوساط الى أن الذاكرة القريبة لأهل الجنوب والبقاع بدأت "تحن إلى ماض كان يجمعهم بكل اللبنانيين ولا يشعرون معه بعاداتهم أنهم مختلفون عن الآخرين وإن شعارات نصر الله ومخاطبته لهم بأنهم أشرف الناس وإدخال ثقافة الاستكبار على الآخرين انكشفت مع تبيان حقيقة مرة وهي أن الحزب آخر اهتماماته لبنان وأنه مجرد آلة عسكرية لخدمة النظام الإيراني"، وعليه لا بد من التحول وعدم قطع التواصل مع اللبنانيين الآخرين ومع المحيط العربي الذي لا يمكن استبداله بإيران".