أكد الناطق باسم وزارة الصحة في الحكومة المقالة بغزة أشرف القدرة أن الوضع الصحي أصبح في القطاع أصبح بالغ الخطورة نتيجةً للاغلاق المستمر لمعابره كافة، وفي مقدّمها معبر رفح البري الذي يربط قطاع غزة مع العالم الخارجي، إضافة إلى الهدم شبه الكلي للأنفاق الموجودة على الحدود المصرية – الفلسطينية.
وفي حديث إلى مراسل "النشرة" في فلسطين محمد فروانة، كشف القدرة عن وجود 20 حالة مرضية بحالات حرجة تحتاج إلى مغادرة غزة على الفور للعلاج في مصر، محذرا من أنّ معاناتهم تتفاقم يوماً بعد آخر، لافتاً إلى أن أكثر من 1000 حالة مرضية أصبحت عالقة في غزة نتيجة إغلاق معبر رفح البري.
نقص في كميات الأدوية وازدياد نسبة المرضى العالقين
وأوضح القدرة أن هناك نقصاً بما يقارب 30% من الأدوية والمستهلكات الطبية التي كانت تدخل إلى غزة عبر معبر رفح، إضافة إلى تناقص كميات الوقود اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية، لتحدث أزمة ألقت بظلالها على كافة مشافي قطاع غزة جراء هذا النقص الحاد، إذ إنّ القطاع الصحي يحتاج إلى 360 ألف لتر من السولار شهرياً، مشيراً إلى أن المخزون المتبقي لدى وزارة الصحة لا يتجاوز 15% ما ينذر بكارثة حقيقية إذا استمر الوضع على حاله.
وشدد القدرة على أن ما يقارب 1000 مواطن مريض من غزة يحتاجون للعلاج في المشافي المصرية وغيرها، بشكل شهري نتيجة عدم توفر الامكانيات في مستشفيات القطاع، منهم 300 مريض يخرجون على نفقة وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله عبر تحويلات مرضية رسمية، والعدد الأكبر يخرجون على نفقتهم الخاصة، لكن حتى الآن هناك أزمة في اخراجهم وتفاقم حقيقي لأوضاعهم الصحية.
وأضاف القدرة: "ما يتوفر لدينا من امكانيات لا تلبي علاج وضعهم الصحي، إذ إنهم يحتاجون إلى طاقات علاجية أكثر وهي غير متوفرة لدينا في غزة".
حاولنا فكفكة الحصار
في سياق آخر، قال الناطق باسم وزارة الصحة أن وزارته حاولت خلال الفترة السابقة فكفكة الحصار المفروض على القطاع، من خلال استجلاب وفود طبية متخصصة من دول عديدة، إلى القطاع للتخفيف من معاناة المرضى وإجراء عمليات جراحية، إلا أنها توقفت منذ ثلاثة شهور أي بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي وتفاقم الأوضاع الأمنية في مصر.
وتابع: "هذا انعكس سلباً على حياة الكثيرين من المرضى الذين كانوا ينتظرون مثل هذه الوفود بدلاً من تكبد معاناة السفر والعلاج وغيرها، ولكن حتى اللحظة لم يأتِ أي وفد متخصص كما كان في السابق".
قطاع الانشاءات الصحية توقف
من جهته، ألمح القدرة إلى أن إغلاق الأنفاق ومعبر رفح البري أثر على عجلة البناء في قطاع الانشاءات الصحية، إذ أن هناك 5 مستشفيات قيد الإنشاء توقفت عن العمل فيها بشكل كامل، إضافة إلى 7 مراكز صحية أخرى في مختلف محافظات قطاع غزة توقف العمل بها بشكل شبه كلي، وهناك أزمة حقيقية يعيشها الوضع الصحي في القطاع.
وشدد القدرة على ضرورة أن ينتفض المجتمع الدولي ويقول كلمته في الحصار المفرض على قطاع غزة، وغير القانوني، والذي تجاوزت فيه إسرائيل كافة المواثيق الدولية واتفاقيات جنيف وبروتوكولات حقوق الإنسان.
وانهى حديثه بالقول: "رغم ذلك نتحمل مسؤولياتنا الكاملة في حماية منظومة العمل الصحي والاستمرار في تقديم خدماتنا لكل سكان قطاع غزة، ونفتح آفاقاً للتعاون الدولي من أجل إنهاء هذه الأزمة وتجنيب مرضى غزة انعكاساتها، وتواصلنا مع المؤسسات الحقوقية لوضعهم عند مسؤولياتهم مثل اللجنة الدولية للصيب الاحمر ومنظمة الصحة العالمية والامم المتحدة حتى تكون عند مسؤوليتها في توفير حقوق المرضى العلاجية".