أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله" أن "كل انسان يستطيع ان يقيم نتيجة الحكومة كما يحب ونحن نحترم كل الاراء وكل المشاعر، ومن الطبيعي ان يختلف الناس في التقييم وذلك بحسب الزاوية التي ينظرون منها، ومن الطبيعي ان يختلف التقييم بين الحلفاء والخصوم في هذه الجهة وتلك الجهة"، مشيرا إلى "أننا كنا نتحدث دائما في خطابنا السياسي أنه مطلوب شراكة، ونحن مع الدولة والشراكة الوطنية، ولم نقل في يوم من الايام اننا نرفض تشكيل حكومة يشارك فيها تيار المستقبل او القوات او احد من 14 آذار، ولم نقل يوما اننا نرفض ان يتمثل هؤلاء بالحكومة، ولم نقل يوما اننا لا نجلس على طاولة الحكومة او الحوار مع 14 آذار بل كنا دائما نقول اننا نريد حكومة وحدة وطنية واننا نريد الحوار ولكن هذا لا يعني ان يفرض احد رأيه على الاخر".
وفي كلمة له خلال "ذكرى الشهداء القادة في "حزب الله"، لفت إلى "أننا لا نشعر بأي حرج من هذه الحكومة من هذه الزاوية ولم نضع يوما فيتو على أحد"، لافتا إلى أن "من عطّل الحكومة لـ10 اشهر ليس الحقائب او المداورة بل من كان يرفض تشكيل حكومة سياسية ودعا الى تشكيل حكومة حيادية والى عزل حزب الله من اي حكومة سياسية، وعندما حُلت العقدة السياسية عولجت الامور الباقية".
وقال: "للاسف الشديد ان الفريق الذي يعطل يتهمنا بالتعطيل، ونحن ليس لدينا اي حرج اولا، ثم من فتح باب هذا الانجاز الوطني هو حركة أمل وحزب الله"، مشددا على أن "وضعنا قوي ولسنا ضعفاء وظرفنا السياسي الداخلي والاقليمي والدولي أفضل من اي وقت بالسنوات الثلاثة التي مضت، ولكن الوقت ضيق بالنسبة للاستحقاق الرئاسي، كما ان تشكيل حكومة حيادية سيؤدي الى مشكلة، وبالتشاور بين حزب الله وحركة أمل تنازلنا عن احد الوزراء الشيعة والضمانات التي نرجوها يمكن الحصول عليها بشكل آخر، ونحن من فتحنا الباب وقوبلنا في لحظة اقليمية ودولية بالقبول وهذا شيء يجب ان يكون مدعاة للايجابية، المشكلة الاساسية حلت وبقيت المداورة".
وأضاف نصرالله: "نحن الذين فتحنا الباب ولو بقينا على موقفنا لما عرفنا الى اين ذهب البلد، نحن ليس لدينا مكسب خاص ولم نناقش في الحقائب حتى آخر لحظة، في آخر ساعة قلنا لهم ما الحقائب التي ستعطونا اياها لان ما يهمنا هي مصلحة البلد، ومن الخطأ تقييم الوضع من زاوية عدد الحقائب التي حصل عليها الحزب"، لافتا إلى "أننا كنا امام خيارات استمرار الفراغ وهذا ما كنا نرفضه، او حكومة حيادية او حكومة امر واقع وكان هذا الامر خطر على البلد، وبالتالي كانت حكومة تسوية او سموها ما تريدون، والافضل تسميتها حكومة المصلحة الوطنية، ولكنها ليست حكومة جامعة ولا حكومة وحدة وطنية لان هناك قوى وازنة خارج الحكومة وهي حكومة تسوية".
وأكد نصرالله "أننا نتطلع الى حكومة ونريد لها ان تكون حكومة تلاقي، واليوم بكل جدية اقول اننا ذاهبون الى الحكومة ليس بنية عداوات او خصومات، ونحن نأمل ان نذهب الى حكومة تلاقي وتفاهم وحوار ونقل المشكلة من الشارع وتخفيف حدة الخطاب السياسي والاعلامي في البلد وهذا من مصلحة الجميع ونحن نذهب للحكومة بهذه الروحية الايجابية"، لافتا إلى "أننا نريد شراكة ولقاء بين اللبنانيين وتحصين الوضع الداخلي بمواجهة الفتن".
وقال: "الحكومة كما اعلن رئيسها ان اولوياتها تحقيق الاستحقاقات الدستورية وأهمها الاستحقاق الرئاسي ويجب ان نتعاون جميعا لاجرائه وهذا التشكيل يجب ان يدفع الجميع للذهاب وانتخاب رئيس وهذا يشجع الا يذهب احد الى الفراغ بالاستحقاق الرئاسي، ثم نأمل على الحكومة التصدي لكل انواع الارهاب ويكون هذا الملف جديا وحقيقيا، ومعالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية"، لافتا إلى أن "بعض الحلفاء والناس لديهم قلق ومخاوف بسبب الحكومة، وهناك من يقول أنهم سيطلقون الموقوفين نعيم عباس او عمر الاطرش"، موضحا أنه "اذا اعترف أحدهم بأمر ما، فلا احد يستطيع اطلاقه مهمن كان وزير العدل"، مضيفا: "في موضوع النساء الثلاثة قيل ان اطلاق اثنين لأن لا علاقة لهن ولكن لو تم اطلاق الثلاثة لكان هذا الامر خلق مشكلة في البلد"، قائلا: ذاهبون الى وضع جديد لمصلحة البلد وجمهورنا طالما تحمل منا".
وفي الموضوع الأمني، أكد نصرالله أنه "لم يعد هناك من نقاش ان من يقف وراء التفجيرات في لبنان جهات تكفيرية قتالية"، لافتا إلى أن "الاسرائيليين دخلوا طبعا هذه الجماعات وكذلك فإن الاميركي يستعمل هذه الجهات ولكن لا نقاش حول من هي هذه الجهات ومن يدير هذه الاعمال الانتحارية، وهذا يعبّر عن هذا المنهج"، لافتا إلى أنه "جرى نقاش في لبنان على ضوء التفجيرات والعمليات الانتحارية، والبعض قال أنه ما كانت هذه الاعمال لتكون لولا تدخل حزب الله في سوريا، ومن يومها مشوا في هذا المنطق التبريري للعمليات وهذا المنطق سيبقى ولو اصبحنا في حكومة واحدة"، مذكّرا أنه "قبل ذهاب الحزب الى سوريا كان هناك في لبنان حرب فرضها هؤلاء في الشمال وبعض المخيمات واستهدفوا بسيارات مفخخة مناطق مسيحيية والجيش".
ولفت إلى أنه "امام هذا المنطق هناك فرضيتان، اما ان التفجيرات لها علاقة بتدخلنا في سوريا او ان لا علاقة لها"، مذكّرا بأن "اولوية هؤلاء التكفيريين كانت الإنتهاء في سوريا ثم المجيء الى لبنان وهذا قالوه، ثم ذهبوا الى استراتيجية للسيطرة على المناطق الحدودية مع لبنان وبالتالي هم قادمون والمسألة مسألة وقت"، معلنا أن "لبنان هدف للجماعات التكفيرية وجزء من مشروعها واذا دخل الاميركيون والاسرائيليون الى هذه الجماعات فطبعا سيجعلون لبنان هدفا لوجود مقاومة تشكل اكبر خطر على الاسرائيلي"، قائلا: "برأينا انهم كانوا سيأتون وما دعاهم للمجيء الى لبنان عقيدتهم".
وأضاف نصرالله: "لو سلّمنا جدلا بالمنطق الثاني ان الناس تدفع ثمن ان حزب الله ارسل مقاتلين الى سوريا ما جعل هذه الجماعات تأتي الى لبنان، في هذه الفرضية ما يترتب عليه سؤال آخر: هل الامر يستحق هذه التضحية وتحمل هذه التبعات؟ هل يستحق الامر ان نقاتل في القصير ودمشق لان هذه المناطق الاساسية التي ساهمنا بها، اي المناطق الحدودية؟"، مؤكدا أنه "لو سقطت دمشق فإن كل المناطق الحدودية كانت لتكون تحت سيطرة هذه الجماعات"، قائلا: "هنا نعود الى ما كان يُبرر من البعض للاسرائيلي عملياته ضد لبنان".
وأضاف: "المعطيات الجديدة تشير إلى أن أغلبية الدول التي مولت وسهّلت وشجعت واوصلت المقاتلين الاجانب الى سوريا بدأت تتحدث عن خوفها ورعبها من المخاطر الامنية التي يشكلها انتصار هؤلاء في سوريا وعودتهم الى الدول وما سيشكلونه من خطر عليها"، قائلا: "اذا انتصر هؤلاء سوريا ستصبح اسوأ من افغانستان".
وأشار نصرالله إلى أن "عددا من الدول أصدرت قوانين تحظر على ابنائها السفر الى سوريا للمشاركة في القتال كتونس، فالذين عادوا الى تونس اذاقوا الشعب التونسي والمجتمع بعضا مما تذوقه الآن شعوب المنطقة من عمليات قتل وارهاب"، لافتا إلى أن "بعض اللبنانيين قد يقولون ان تونس بعيدة والسعودية أهم"، مشيرا إلى أنه "بدأت في السعودية حملة ضد المشايخ الذين يحرضون الشباب الذين يذهبون الى سوريا وهذه سياسة رسمية، وقد مضى 3 سنوات على تحريض الشباب السعودي فلماذا إتُخذ الآن هذا الاجراء، ثم اتُخذ اجراء بحبس من يذهب ليقاتل في سوريا؟ لماذا هذا الامر الآن، هل السعودية قدمت موقفها من سوريا؟"، قائلا: "كلا فهي ما زالت تحارب على كل الجبهات في سوريا ولكن لديها اجراء بمنع الشباب السعودي من القتال في سوريا، مع العلم أنه خلال 3 سنوات كان الاعلام السعودي والفتاوى والمخابرات السعودية يموّلون الشباب السعودي للقتال بسوريا، لكن اليوم ادركت الحكومة السعودية انه عند عودة هؤلاء ستكون مصيبة في السعودية كما جرى عند عودتهم من افغانستان"، لافتا إلى أن "الحكومة السعودية أدركت ان الاستمرار بهذه السياسة يعني ان المزيد من الشباب السعودي يقاتل في سوريا ويكتسب الخبرة ويعود الى السعودية للقتال ومن اجل حماية السلطة قاموا بهذا الاجراء".
وتوجه إلى اللبنانيين بالسؤال: "لماذا يحق لكل دول العالم والسعودية وتونس وغيرها ان تقلق من وجود شبابها في هذه الجماعات المسلحة في سوريا ولا يحق لنا كلبنانيين ونحن جيران سوريا ومصيرنا مرتبط بما يجري هناك، اتخاذ اجراءات وحرب استباقية وسموها ما تريدون؟"، مضيفا: "ماذا فعلت الحكومة اللبنانية سوى النأي بالنفس أي دس الرأس في التراب"، مذكّرا أن "هناك 30 الف لبناني في القصير تم الاعتداء عليهم وخطف أشخاص منهم وتم إغتصاب نساء لبنانيات، فماذا فعلت الدولة اللبنانية والحكومة؟ النأي بالنفس، الا يحق لنا ان نتدخل لدفع القتل والنهب والاغتصاب عن 30 الف لبناني في القصير؟"، قائلا: "اذا جاء هؤلاء التكفيريين الذين هزمناهم في القصير وارسلوا سيارات مفخخة الينا فهذا جزء من المعركة"، سائلا: "هل نيستم عندما قام ناس في البقاع بالتهديد انه بنصف ساعة يستطيعون السيطرة على البقاع؟ هم كانوا يتكلمون على سيطرة الجماعات التكفيرية على الحدود ودخولها الى لبنان".
وسأل نصرالله: "لو سيطرت الجماعات المسلحة على كل سوريا ما كان المشهد فيها اليوم؟ كان كما يجري في شمال إدلب والرقة وكان سيعمم على كل سوريا، من الذي كان سيمسك بسوريا؟ المجلس الوطني او رئيس الائتلاف؟"، مشيرا إلى أن "الرأي العام حتى السوري إنقلب، لأن الكثير من الناس ادركوا انه رغم ان لديهم ملاحظات على النظام أن البديل الذي قُدم هو محاكمة وقتل من يتحدث بأي كلمة"، لافتا إلى "أن هناك من يخاف من اجراء الانتخابات في سوريا لانه يعرف أين أصبح الرأي الشعبي"، مضيفا: "لو سيطرت الجماعات الارهابية على المناطق الحدودية مع لبنان وجاء الوقت الذي رأوا فيه ان لبنان بات جبهة جهاد ونحن لم نقم كنا بشيء، فحينها كل الحدود كانت لتكون مفتوحة و"لحقوا على سيارات مفخخة".
وأضاف: "أسأل المسيحيين قبل المسلمين، أترون ما يجري في سوريا؟ أين كنائسكم وراهباتكم ومطارنتكم؟ اذا تسنت لهذه الجماعات السيطرة على كل المناطق الحدودية اسأل البعض ماذا فعلتم حتى الان؟"، قائلا: "اسأل المسلمين ايضا أليس وضعهم نفس الشيء؟ وما هو وضع الدروز في السويداء؟ اذا انتصرت هذه الجماعات المسلحة هل سيكون هناك مستقبل لتيار المستقبل في لبنان؟ هل سيكون هناك مستقبل للتوجهات غير هذا التوجه في لبنان؟"، مشددا على أن "هذا خطر يتهدد اللبنانيين جميعا، ولذلك في مواجهة هذا الخطر وهذه العركة المفتوحة منذ سنوات في اكثر من بلد عربي وذهب ضحيتها عشرات الالاف بل مئات الالاف، نحن معنيون بالمواجهة"، لافتا إلى أنه "في سياق المواجهة، يجب الاشادة بصبر الناس خصوصا عوائل الشهداء والجرحى، كما يجب التنويه بانضباطية هؤلاء الناس وقدرتهم على ضبط الاعصاب وعدم الانسياق في ردات فعل وهذا حضاري جدا وعظيم جدا"، مشيرا إلى انه "في هذه المواجهة يجب ان نعرف ان الامر يستحق التحمل والصبر وتحمل التبعات لان الشهداء الذين سقطوا في التفجيرات هم كشبابنا الذين استشهدوا في سوريا".
وشدد نصرالله على أن "هذه الشهادات والدماء والجراح وهذا الصبر والتحمل هو جزء من هذه المعركة، ونعم يستأهل الامر كي لا تذهب كل ارضنا وتذبح كل اطفالنا ويذل كل شعبنا وتسرق كل خيراتنا"، مذكّرا أن "التكفيريين أعلنوا أنهم لن يوقفوا العمليات الارهابية الا بانسحاب حزب الله من سوريا واطلاق المسجونين في رومية اي من قاتل الجيش"، مشيرا إلى أنه "يجب أن يكون لدى الناس قناعة اننا بهذه المعركة سننتصر والمسألة مسألة وقت وما تحتاجه المعركة من عقول وامكانات واستعداد على المستوى الرسمي والمقاومة والشعبي هو موجود لكن المسألة تحتاج الى وقت"، مؤكدا أن "هذه المعركة مصيرية وأفقها أفق انتصار".
وأوضح أنه "يجب العمل على منع تحقيق اي من اهداف العمل التكفيري ومن اهدافهم القتال الطائفي"، لافتا إلى أن "خطابهم الآن في سوريا ولبنان كله طائفي وهم يريدون فتنة، ويريدون ان نندفع كشيعة عندما تُفجّر نساؤنا واطفالنا برد فعل وهذا لم ولن يحصل"، لافتا إلى أن "اي رد فعل يخدم الرد الطائفي يخدم هؤلاء التكفيريين، والحفاظ على دماء شهدائنا يكون بالصبر والتحمل وعدم الاندفاع الى اي فتنة".
وأضاف: "من جملة الاهداف لهذه المجموعات ايجاد فتنة بين المخيمات ومحيطها"، سائلا: "لماذا الاصرار على ان اقادة بعض الجماعات يجب ان يكونوا من الفلسطينيين والاصرار على ان بعض السيارات خرجت من المخيمات؟".
وأوضح نصرالله أن "المواجهة مسؤولية والجميع اليوم مستهدف وهم بدأوا بنا، لكن الكل مستهدف ويجب ان تكون المواجهة وطنية"، لافتا إلى أنه "في هذه المواجهة هناك مواجهة توجيهية توعوية، وجزء من المواجهة سياسي ويجب عدم التبرير لها وعدم استخدام المعركة بالمواجهة الداخلية"، موضحا أن "جزء منها امني والاهم معرفة الجناة وتوقيفهم وتفكيك السيارات المفخخة قبل وصولها، وقد حصلت على هذا المستوى انجازات، وهذا الامر على عاتق الدولة ونحن دائما قلنا ان الامن مسؤولية الجيش والدولة والقوى الامنية وعندما تأتينا معلومات نسلمها الى الدولة وكل اللبنانيين يجب ان يدعموا الجيش والقوى الامنية".
وأكد نصرالله أنه "يجب الاشادة بالجيش اللبناني ومخابراته وانجازاتهم وخصوصا الانجازات الاخيرة"، لافتا إلى "اننا نحتاج الى هذا التعاون والتكاتف من الجميع، وبالصبر نستطيع ان نجتاز هذه المعركة ونحافظ على بلدنا والمخيمات الفلسطينية وأمن البلد".
ورأى نصرالله أن "أحد التهديدات التي يهدد كل دول المنطقة، هو خطر الارهاب التكفيري"، موضحا أن "التكفير بحد ذاته لا يشكل خطرا والمشكلة ليست في التكفير، بل انهم عندما يكفرون لا يقبلون هذا الآخر الذي يختلف عقائديا او سياسيا معهم او فكريا، بل يذهبون الى الاستباحة والالغاء والشطب"، مؤكدا أن "هذا الارهاب التكفيري موجود في كل منطقة ويتشكل من مجموعات مسلحة في كل دول المنطقة وهذه التيارات تنتهج منطقا الغائيا اقصائيا وحتى في الدائرة الاسلامية وكل من هو من غير السنة محسوم وكل من عاداهم من السنة هو ايضا في دائرة التكفير"، مضيفا: "لو اختلفوا مع الاخر الذي هو منهم على موضوع سياسي او مالي او تنظيمي يسارعون للحكم بالكفر عليه"، سائلا: "ألم تحكم قبل اسابيع داعش على جبهة النصرة؟ وهما فكر واحد ونفس واحد واخلاق واحدة"، قائلا: "عندما اختلفوا بموضوع سياسي حكم عليهم بالكفر والارتداد وما يستتبع ذلك من احكام".
وشدد على أن "ما يجري في سوريا من قتال بين داعش وجبهة النصرة في سوريا مشهد يجب التأمل فيه"، لافتا إلى أن "المرصد السوري يتحدث عن اكثر من الفي قتيل وعشرات العمليات الانتحارية ضد بعضهم وسيارات مفخخة ارسلوها الى بلدات بكاملها ولم يرحموا احدا"، لافتا إلى "أنهم اختلفوا على موقف سياسي او بئر نفط ونرى المشهد اليوم وهذا يظهر العقل الذي يتحكم بقادة وافراد هذه الجماعات وهذا الامر ليس مفاجئا فمن واكب التجارب السابقة، له ان يتوقع هذا"، مذكّرا "بتجربة أفغانستان والجزائر في هذا الإطار".
وفي الموضوع الإسرائيلي، سأل نصرالله: "هل يجب ان نذكّر بالخطر الاسرائيلي على فلسطين؟ على الشعب الفلسطيني والمقدسات؟"، قائلا: "هذه بديهيات ولكنها اليوم غائبة"، مشيرا إلى أن "كل بلد اليوم ينشغل بنفسه، بل ان بعض هذه البلدان تخوض حربا كاملة، وللأسف البعض لا يريد التحدث عن اسرائيل وفلسطين"، معتبرا أن "هذه الحال التي وصلنا اليها هي بالتحديد ما ارادته أميركا واسرائيل بعد كل انتصارات محور المقاومة"، لافتا إلى أن "المطلوب ان تخرج فلسطين والصراع مع اسرائيل، ليس من دائرة الاولويات فقط، بل ان تخرج من دائرة الاهتمام ومن العقل والقلب والعاطفة".
وقال: "المطلوب الوصول الى مكان حتى على مستوى العقل والعاطفة ان تكون فلسطين في عالم آخر، وهنا ايضا تترتب مسؤولية فلسطينية"، مشددا على أنه "يجب الاعتراف انهم نجحوا بهذا بدرجة كبيرة ولكن يمكن تدارك الامور واتخاذ خيارات ما زالت متاحة"، سائلا: "ما الذي يفسر لنا هذا الاهتمام الاميركي الاستثنائي لحصول تسوية نهائية للقضية الفلسطينية الان؟ لماذا الان بالتحديد؟"، موضحا أن "الادارة الاميركية تسعى مع الادارة الإسرائيلية الى تصفية القضية الفلسطينية لان لا عالم عربي الان، ولا عالم اسلامي وكل دولة مشغولة بحالها".
وأضاف نصرالله: "لا احد يتفضّى لفلسطين ولا احد قادر على الضغط على اميركا بل بالعكس الوضع الحالي يضغط على فلسطين"، قائلا: "للأسف حتى الشعوب العربية في وضع صعب والفلسطينيين ايضا"، لافتا إلى ان "إسرائيل تعتبرها اليوم فرصة، وتتحدث مع الاميركيين على انها فرصة لتصفية القضية الفلسطينية وفرض شروط على الفلسطينيين لفرض تسوية تناسب اسرائيل والاميركيين".
ورأى أنه "يجب التذكير في الاطار الوطني ان اسرائيل عدو وخطر على لبنان وعلى امنه وسيادته ونفطه ومياهه، وهذا الامر يجب ان ننتبه له جميعا"، معتبرا أن " المشكلة كانت دائما في لبنان تشخيص هذا الخطر وفهم هذا المشروع"، مذكّرا أنه "في الماضي كان للإمام موسى الصدر وقيادات من كل الطوائف منذ الخمسينيات صوت مرتفع في التحذير والدعوة الى التجهز لمواجهة التهديدات الاسرائيلية، وبعد اجتياح عام 1982 كان للشيخ راغب حرب وكل اخوانه دعوة الناس الى المقاومة"، مضيفا: "للأسف الشديد، اليوم نعيش الوضع نفسه، وفي ذلك الوضع اعتبر الكثيرون ان مشكلة لبنان في اجتياحه من قبل إسرائيل ليست مع لبنان مع الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية وأن إسرائيل اجتاحت لبنان لاخراج الفلسطينيين من لبنان، وانها لا تريد التدخل في لبنان وسيادتنا، بل نظر اليها البعض كمنقذ، وان الاسرائيلي لا يشكل خطرا ولا تهديدا".
وقال: "كانت إسرائيل تتحضر لبناء مستعمرات في جنوب لبنان، ولولا انطلاق المقاومة والصراع الدامي الذي دخله اللبنانيون المقاومون مع الاحتلال لما خرجت اسرائيل الى الشريط الحدودي وفي تلك المرحلة لم تكن المقاومة تشكل خطرا على العدو"، مشددا على أنه "لولا المقاومة لبقيت اسرائيل في لبنان ولتأكد الجميع انها تريد الهيمنة والسيطرة ولا تريد خيرا للبلد ولأي من طوائفه"، لافتا إلى أن "الاسرائيلي ما زال هو العدو والخطر والتهديد الذي يجب التنبه اليه"، مشيرا إلى ان "اسرائيل خلال الاسابيع الماضية حاولت الاستفادة من الفرص لتشن حربا على المقاومة وبيئتها، وسمعنا تهديدا ووعيدا والكثيرون في لبنان ربما لم يستمعوا للتهديدات ولكن الاسرائيلي يعتبر الوضع فرصة له للهجوم على المقاومة في لبنان والضغط عليها وقد يتم استغلال بعض الفرص لبعض الاعمال العدوانية، لكن الاسرائيلي ما زالت عينه على ارضنا ونفطنا وما زال ينظر الى حزب الله على انه الخطر الاكبر في المنطقة".
وأكد نصرالله أن "اسرائيل ما زالت تعتبر المقاومة هي التي تشكل الخطر على مشاريعها واطماعها"، قائلا: "اليوم في ذكرى "الشهداء القادة" اقول ان إسرائيل تعرف انها لا تخيفنا ولا يمكنها ان تمس بعزمنا، وتعرف ان المقاومة تحافظ على جهوزية عالية في كل وقت وحتى في هذا الوقت وتعلم ان كل ما تخشاه من قوة المقاومة وامكانياتها قائم وجاهز ويتطور وان المقاومة وان كان يسقط لها شهداء في سوريا يؤدي ذلك الى ان تصبح اكثر خبرة وقوة".
وقال نصرالله: "يجب ان يقلق العدو وكما كان يحسب للمقاومة ورجالها وبيئتها مليون حساب اليوم يجب ان يبقى في هذه الحالة والا يرتكب اي حسابات خاطئة"، داعيا اللبنانيين جميعا "للتنبه الى ما تمثله اسرائيل من تهديد ومخاطر على كل شيء في لبنان وان يتحملوا مسؤوليتهم الوطنية على كل صعيد"، متمنيا ان "تصبح لدينا دولة قادرة تستطيع الدفاع عن لبنان ونرتاح نحن"، متمنيا أن "يأتي اليوم ويصبح الجيش القوة الوحيدة التي تدافع عن لبنان ونحن مع كل ما يمكن ان يقوي الجيش عدة وعديدا وسلاحا متطورا قادرا على حماية لبنان في مواجهة التحيدات الاسرائيلية، والايام ستثبت ان كان هناك ارادة في العالم لتقديم هذا السلاح للجيش او لا، واذا حصل الدعم سنكون شاكرين لكل من يعطي الجيش سلاحا".
وأكد أن "همنا ان يُدافع عن لبنان وعزته وقدراته لا ان يترك لمصيره، علما أنه اليوم ما زال متروكا لمصيره ونأمل ان تتكون ارادة جامعة لتكون لدينا دولة تفكر في كل شبر من لبنان وبمصير كل لبناني وتبني جيشا قويا"، مذكّرا أنه "منذ العام 1982 وحتى 2000 وفي 2006 كان دائما في لبنان اناس يحمّلون المقاومة ما تفعله اسرائيل، دائما كان هناك اناس يقولون في لبنان ان المقاومة من تتحمل المسؤولية، لماذا تنفيذ عمليات استشهادية ضد الاسرائيلي؟ دعوا الاسرائيلي إنه لا يفعل شيئا وحتى بعض الناس لم يستخدم كلمة شهيدا عن شهداء حزب الله وسلخ عنه صفة المقاومة، وبات هناك حديث عن سياسة سحب الذرائع"، لافتا إلى "أننا لو أصغينا يومها الى هذا المنطق، لو اصغينا الى المنطق الذي كان يعتبر ما يقوم به العدو الاسرائيلي من اعتداءات هو مجرد رد فعل طبيعي ومبرر للعدو لان المقاومة تقوم بعمليات ضده، لكانت اسرائيل ما زالت في بيروت والجبل ولكانت تقيم مستعمرات وتعين حكومة وتدير البلد وتفرض خياراتها السياسية وتنهب مياهنا وكان كل شيء عن الاسرائيلي"، لافتا إلى أن "اهل المقاومة وكثير من اللبنانيين وجزء كبير من الشعب لم يصغوا لهذا المنطق واستمروا بالمقاومة الى ان صنعوا هذا التحرير الذي ينعم به كل اللبنانيين".
ووجه نصرالله "تحية كبيرة وتحية اجلال وتقدير للشعب البحريني المظلوم بعد 3 سنوات من انطلاق حركته السلمية الراقية ومواصلته لهذه الحركة رغم القمع والتشويه والاعتقالات من قبل حكومة مفروضة عليه".