نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية عن أحد أصحاب شركات مواد البناء في الضاحية الجنوبية لبيروت أن المبيعات ارتفعت، لكنها ليست للابنية الجديدة، بل هي ترتكز على بيع أكياس الرمل للحماية من السيارات المفخخة، فهناك "كثير من الطلب لأن الناس مذعورون".
وقالت الصحيفة ان "أكياس الرمل والحصى المكدسة على الأرصفة أمام المصاريف والمقاهي والمحلات التجارية في حي حارة حريك، تذكر يومياً سكان معقل "حزب الله" بالثمن الذي يدفعونه عن الدعم العسكري الذي يقدمه الحزب للرئيس السوري بشار الاسد".
وأشارت الصحيفة الاميركية إلى أن "ضاحية بيروت الجنوبية قد أصبحت هدفا بعدما تجاوزت الحرب الدائرة في سوريا حدود البلاد، فقد شهد لبنان زيادة في وتيرة الهجمات الانتحارية هذا العام، اذ وقعت سبعة انفجارات منذ بداية شهر كانون الثاني، ثلاثة منها وقعت في الضاحية الجنوبية التي أصبحت هدفا للجماعات السنية المتشددة. وتبنت جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة مثل جبهة النصرة وكتائب عبد الله عزام وأيضا دولة الاسلام في العراق والشام (داعش) مسؤولية هذه التفجيرات، ودعت "حزب الله" إلى سحب مسلحيه من سوريا".
ووفق "واشنطن بوست"، يستعد سكان الضاحية الجنوبية لمزيد من الهجمات الانتقامية، مع دخول "حزب الله"، في معركة جديدة في الحرب الاهلية السورية من خلال دعمه لقوات الاسد في محاولة لتأمين حدود مدينة يبرود.
وسلطت الصحيفة الضوء على "تداعيات التفجيرات وانعكاساتها على المنطقة، فالشركات تعاني من الركود الاقتصادي، والسكان يتجنبون التجول في الشوارع، والاهالي يسلكون الشوارع الفرعية لنقل اطفالهم الى المدارس، بعيداً عن الطرق الرئيسية التي قد تشكل هدفاً للتفجير. بالاضافة الى ذلك، انتقلت عدة عائلات من الشارع العريض في حارة حريك إلى أماكن أخرى في لبنان وقد تتبعها عائلات أخرى لو توفرت لها شروط الانتقال".
وبحسب الصحيفة ففي الوقت نفسه، "تشهد المنطقة ازدحاما مروريا تسببه مركبات الجيش اللبناني وحزب الله ونقاط التفتيش".
وقالت الصحيفة ان "بلدية حارة حريك صرفت منذ أول تفجير وقع في شهر تموز، مبلغ 150 الف دولار لاتخاذ تدابير أمنية مثل الحواجز ضد التفجير، لكنها تشجع الشركات على إخفاء أكياس الرمل وراء اللوحات الإعلانية للتخفيف من "التأثير النفسي" على السكان".
ولفتت "واشنطن بوست" الى ان المحللين السياسيين والعسكريين، يتوقعون أن لا يكون للانفجارات تأثير كبير على "حزب الله" يؤدي الى تقييد انشطته العسكرية عبر الحدود، خاصةً بعد أن تعهد أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله، ان مقاتليه سيبقون في سوريا لطالما لزم الأمر.
وختمت الصحيفة بالقول ان "سكان الضاحية الجنوبية لبيروت ليسوا بعيدين عن الخسائر البشرية من جراء حروب حزب الله، لكن العديد منهم يبقى موقفهم حازما في دعم حزب الله".
ترجمة "النشرة".