وصف الوزير السابق غابي ليون التفجير الذي وقع في منطقة فردان بالقرب من بنك "لبنان والمهجر" بـ"العمل الاستخباراتي الذي يفتقر للذكاء"، معتبرا أن الهدف منه استغلال موضوع العقوبات ضد حزب الله لتصويره على أنّه الفاعل، وقال: "للأسف هناك أناس وخاصة في الاعلام أقل ذكاء حتى من المنفذين وتماهوا مع أهدافهم. ولعل هذا ليس بالأمر الجديد وقد اعتدنا عليه منذ العام 2005، بحيث يُتّهَم الحزب بكل عمليات الاغتيال والتفجير، وقد بات الأمر مفضوحا".
وقال ليون في حديث لـ"النشرة": "في علم الجريمة تحوم الشبهات أولا حول المستفيد. فلنسأل أنفسنا هنا من هو المستفيد حزب الله أم من يستثمر اتهامه؟" وأضاف: "DÉJÀ VU"، أي سبق وشهدنا على أحداث مماثلة.
وشدّد ليون على ان ملف العقوبات المالية الاميركية على حزب الله يستدعي التعاطي معه بحكمة، داعيا رئيس الحكومة تمام سلام للعب دور في هذا المجال خاصة وان القانون الأميركي المذكور يترك دورا للحكومة والسلطة المحلية في مجال التطبيق، "ولذلك نتأمل من رئيس مجلس الوزراء أن يبادر لحماية القطاع المصرفي". وأضاف: "نحن لا يمكن أن نقبل بمحاصرة القطاع ولكننا بالوقت عينه لا يمكن أن نسكت عن المس بالسيادة اللبنانية، خاصة اذا كانت العقوبات تطال الشيعة كشيعة ومؤسسات كبرى كمستشفى الرسول الأعظم وغيره، لأننا بذلك نكون نتحدث عن ثلث الشعب اللبناني"، لافتا الى أن "التطمينات التي جاءت لتؤكد أن المستهدف بالعقوبات هو حزب الله وحده وليس الشيعة ككل، مهمة واساسية، علما أن الحزب أصلا أكد مرارا أنّه ليس أصلا جزءا من النظام المصرفي".
متفائلون رئاسيا
وتطرق ليون للملف الرئاسي، مؤكدا أن التفاؤل الذي طبع مطلع الأسبوع الماضي لا يزال مستمرا، متحدثا عن أكثر من معطى جديد حرّك المياه الرئاسية الراكدة، "انطلاقا من زيارة رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري الى باريس والنصائح التي أسداها له الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وصولا للتصاريح الأخيرة لرئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط ووزير الداخلية نهاد المشنوق، مرورا بالعشاء الذي دعا اليه السفير السعودي علي عواض عسيري في دارته". وقال: "تفاؤلنا لا نستمده من هذه المؤشرات بل من ثباتنا على موقفنا طوال المرحلة الماضية، وهو ما دفع الجميع لتكوين قناعة بأن لا امكانية لملء سدة الشغور الرئاسي بغير رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون".
واعتبر أن المواقف المستجدة من الملف الرئاسي سببها الرئيسي "استنفاذ الأخصام السياسيين وسائل التعطيل وأبرزها التمديد الأول والثاني لمجلس النواب واللذين كان هدفهما الابقاء على الأكثرية الحالية خوفا من انتخابات تفرز أكثرية جديدة تؤدي لانتخاب العماد عون رئيسا، اضافة للمحاولات المتكررة لشق الصف الداخلي من خلال ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية".
لا فيتو سعودي؟
وأعرب ليون ردا على سؤال عن أمله، في أن يكون لرئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري في الايام المقبلة في اطلالات خلال شهر رمضان "مواقف جديدة يقر خلالها بالحقوق والوقائع خاصة بعد الخسارات التي مني بها في الانتخابات البلدية الأخيرة، والتي وضعته في موقف حرج للغاية". وقال: "اذا كان النائب الحريري يريد أن يكون شريكا في السلطة والحكم يجب أن يمد يده للشريك المسيحي القوي، باعتبار أننا تخطينا موضوع انتخاب العماد عون وقد يكون النقاش وصل الى موضوع الحكومة وامكانية ان تترافق الانتخابات الرئاسية مع اتفاق على سلة متكاملة كي لا ندخل دوامة جديدة من التعطيل حتى تشكيل حكومة جديدة".
وعمّا اذا كانت المواقف الداخلية المستجدة من الملف الرئاسي تتقاطع مع معطيات خارجية جديدة، شدّد ليون على ان "التيار الوطني الحر" لم ينتظر يوما أي اشارات خارجية ولا تعنيه الأضواء الخضراء أو الحمراء التي ترفعها دولة أو أخرى. وقال: "على كل الاحوال ما نلمسه أن هناك حرصا دوليا على الابقاء على الاستقرار الأمني اللبناني علما أن مخابرات الجيش والقوى الامنية هي الممسكة بزمام الأمور عمليا، وعسى ان يقر الخارج كما الداخل بحقوقنا وبأن الرئاسة لا تمر الا عبر العماد عون".
وردا على سؤال عما اذا كان الفيتو السعودي على العماد عون قد سقط، أشار ليون الى ان كل المعطيات الحالية تؤكد أنّه لم يعد موجودا، "علما أن معلوماتنا تقول بأن الفيتو كان يضعه وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل، وحاليا نحن نأخذ بكلام السفير السعودي الحالي الذي يؤكد أن المملكة العربية السعودية على مسافة واحدة من الجميع ولا تضع فيتو على اي من المرشحين الرئاسيين".