يظنّ البعض ان شهر رمضان هذا العام هو الاصعب بين الاعوام الفائتة، ولكن هؤلاء ليسوا رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، فالاخير قد أنهك في الايام الاولى لهذا الشهر وسيستمر تعبه حتى نهايته، اذ عليه ان "يخطب" بعدد كبير من الافطارات بمختلف المناطق اللبنانية في محاولة للمّ شمل التيار الذي أصيب بالتشقق جراء الانتخابات البلدية الاخيرة.
بعد افطارات بيروت المتتالية وافطار البقاع يواجه الحريري المهمة الاصعب هذا الشهر وهي إفطار طرابلس. فقد علمت "النشرة" ان التحضيرات لهذا "التحدّي" قد انطلقت وأن الموعد قد حُدد نهار الجمعة المقبل في 24 حزيران. وتشير المعلومات الى ان تيار المستقبل يعمل بجد لأجل الحشد الكبير حيث من المتوقع ان يكون الافطار الاضخم للتيار وسيحضره حوالي الالفي شخص، وبالتالي فإنّ المهمة ليست سهلة والهدف كبير، والمطلوب ردّ اعتبار الحريري في عاصمة الشمال بعد خسارة الانتخابات البلدية وفوز وزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي.
"لم يخرج تيار المستقبل من طرابلس كي يقال انه يحاول العودة اليها"، حسب منسق التيار في الشمال ناصر عدرة، مشيرا الى ان الأجواء السياسية داخل المدينة تحسنت وخَفَّت حدّة التوتر الذي ساد بعد نتائج الانتخابات البلدية. ويضيف عدرة عبر "النشرة": "حفل الافطار سيكون في معرض رشيد كرامي وسيكون ضخما وبدأنا في الساعات القليلة الماضية العمل على تحضير الدعوات"، كاشفا أن دعوة الوزير ريفي هي بانتظار قرار قيادة تيار المستقبل إذ ان الامور غير واضحة حتى الساعة بما يخص هذه الدعوة.
ولا يبدو ان وزير العدل المستقيل بانتظار "دعوة" من تيار المستقبل لحضور الافطار، تقول مصادر لـ"النشرة". وتضيف: "لم يعد بموقع الضعيف المنتظر في طرابلس بل هو المنتصر في الانتخابات البلدية، ويلقى تأييدا واسعا من أبناء طرابلس الذين وجدوا فيه "الزعيم" الصامد في مواقفه، خصوصًا عندما تضرب تلك المواقف على وتر مشاعر الطرابلسيين". وتشير المصادر الى ان ريفي مدّ يده بعد الانتخابات البلدية لكل من يريد التعاون معه، وهو لم يسحبها يوما من أمام تيار المستقبل وبالتالي فإنه جاهز دوما للتعاطي الجدي مع سعد الحريري على أساس الثوابت التي نادى بها منذ اشهر حتى اليوم.
يشدد عدرة على ان زيارة رئيس تيار المستقبل الى طرابلس ايجابية للغاية في مرحلة إعادة التقييم التي يجريها لنتائج الانتخابات البلدية، معتبرا ان الافطار فرصة ليطل الحريري من جديد على اهل المدينة، موضحًا ان اهميتها تكمن أيضا بأنها تأتي بعد الاستحقاق البلدي. ويضيف: "يقولون ان الحريري لا يأتي الى طرابلس الا قبل الاستحقاقات الانتخابية، وبالتالي فإن هذه الزيارة ستكون فرصة لاثبات أن هذا الامر غير صحيح".
وفي هذا السياق تشير المصادر الى ان خطاب رئيس تيار المستقبل في طرابلس قد يكون "الاعنف" بين خطاباته في افطارات شهر رمضان، لان اهل المدينة ينتظرون منه مواقف مغايرة لما سمعوه في الأشهر الماضية، وهو يقصد طرابلس ليستعيد "شعبية ضائعة" بوجه من يعتبرونه في تيار المستقبل "الابن الضال". وتضيف: "بدأ الحريري منذ الافطار الاول في بيروت بالتصعيد كلاميًّا، ورفع سقف المواقف بوجه حزب الله وسوريا وايران، وهذا ما كان متوقعا قبل شهر رمضان، وبالتالي فإنه لن يتراجع عن التصعيد وبنفس الوقت لن يتخطى خطوطا حمر كالحوار مع حزب الله مثلا او صمود حكومة تمام سلام".
يتوجه سعد الحريري الى طرابلس بعد ان تربّع على عرش زعامتها أشرف ريفي، لتكون الزيارة بمثابة انطلاق "المعركة" بين زعيم سابق يسعى لاستعادة مكانته، وزعيم حالي يعمل لتثبيت زعامته على طرابلس.