لفت المدير العام التنفيذي لمؤسسة إينغما رياض قهوجي إلى أن "خطط إعادة اعمار المدن السورية المدمرة تحتاج الى سنوات، ولا تطبخ في شهرين او ثلاثة، وبالتالي لا بد من الاستعداد حتى لو لم تنته الحرب، فالحل السياسي وانهاء القتال شيء والبدء بالإعمار شيء آخر".
وأكد قهوجي في حديث صحفي أن "اليوم لا أحد لديه النية لبدء الإعمار في سورية للأسباب المعروفة، فالوضع الأمني لا يسمح بذلك، ولكن لا بد من وضع خطط ودراسات تحدد الأدوار التي يمكن ان تلعبها الجهات، لا سيما في القطاع الخاص، ومَن هو جاهز ومؤهل للخوض في هذا الأمر، ثم تجهيز السوريين انفسهم في الدول التي نزحوا اليها من اجل ان يعودوا الى بلادهم ويلعبوا دورهم عندما تجهز مرحلة إعادة الاعمار"، موضحاً أن "تم جمع الجهات التي تستطيع طرح أفكار ومبادرات بهدف تأمين وتوفير خدمات يحتاج اليها اللاجئون، من مياه وشبكات صرف صحي وطبابة وغيرها من الأمور، من دون الضغط على الدولة، وهذا يحصل عبر إشراك القطاع الخاص".
وحول ما يثار عن قضية توطين النازحين، أكد قهوجي أن "جميع المشاركين في مؤتمر المانحين في لندن في شباط الماضي ممّن يمثلون الجهات الدولية سمعناهم يقولون إن لبنان غير معني كلياً بما جاء في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول موضوع التوطين والتجنيس، فلبنان ليس معنيا بذلك، كانت الرسالة واضحة للدول الأوروبية التي تمنع دخول اللاجئين إليها وبان كي مون كان يؤنب أوروبا وليس لبنان".
وفي ما يتعلق بالتأثير السلبي لوجود النازحين على الاقتصاد اللبناني ومدى جدية المجتمع الدولي في معالجة هذه المشكلات، لفت إلى أن "الهيئات الدولية مهتمة وجدية، لكننا نحتاج إلى جدية من قبلنا في طرح الأفكار، اي يجب عدم النظر إلى النازح السوري بنظرة فوقية وعنصرية، بل يجب مقاربة المسألة من الناحية الإنسانية وأن نرى الفرصة التي وراءها، والمليارات التي تأتي الى لبنان والتي يمكن إذا حصل توجيه جيد أن يستفيد منها القطاع الخاص وينعش الاقتصاد اللبناني عبر تأمين الخدمات في المخيمات وتشغيل اليد العاملة وهؤلاء النازحون يدركون أن وجودهم في لبنان موقت وهم يحملون هوية وجواز سفر وفي النهاية سيعودون إلى بلادهم، وهذا ما نحاول التركيز عليه بشكل كبير".