«حتى لو استقالوا جميعا... فهذه الحكومة باقية».
انها باقية ليس تقديرا لانجازاتها، ولا غراما بها او انتقاما من عزّالها... فقط هي باقية لان لا بديل عنها.
حكومة الشهرين - ثلاثة مكتوب لها (او عليها) ان تبقى، ومكتوب على الرئيس تمام سلام ان يمخر بحراً هائجاً بسفينة حكومية تمزّقت اشرعتها وتتسرب المياه اليها من ثغرات تتزايد بقدر ما يتعذر سدّها او ترميم الهيكل المتداعي.
بعضهم يقول: هنيئاً لتمام بك ولمن تبقى من طاقمه. لقد جيء بهم ليتنعموا بلقب «الدولة» و«المعالي» لبضعة اشهر كان مقدّراً لها ألاّ تتجاوز الاشهر الثلاثة فإذا بها تستوطن في السراي هذه المدّة الطويلة والتي ستطول اكثر فأكثر الى ما يتعذر تقديره من الوقت. فالحكومة التي كان مفترضا أنها «انتقالية» بين عهد رئاسي راحل وعهد رئاسي مولود ها هي تعمّر اكثر من «العمر» المقدَّر للحكومات في لبنان.
بعضهم الاخر يقول: بل ساعد الله تمام بك الذي يعاني ما لم يعانِهِ رئيس وزراء قبله ... ويزعم أنه مطلع على ما يجول في اقتناع رئيس الوزراء من أنه بات يطمح إلى «استراحة» لشدّة ما لقيه من وجع رأس مع هذه الحكومة العاجزة والتي تفجّرت في وجهها الاستحقاقات كلها في ظل فراغ رئاسي متمادٍ، ووسط حروب تضرب المنطقة من سورياها الى ليبياها ومن عراقها الى يمنها... واللبنانيون يجدون انفسهم في وسط هذه المعمعة «يعكّزون» على حكومة عرجاء تدب الخلافات داخل أطيافها (وهي، اصلا، حكومة ائتلافية... أليست حكومة «ربط نزاع» كما وصفها سعد الحريري من لاهاي معلناً موافقته على تشكيلها؟!)
ولا بدّ من التوقف عند بعض النقط التي هي من روح القانون: اللواء اشرف ريفي عُين وزيراً في الحكومة كأحد مرشّحي تيار المستقبل... وهو اليوم خارج هذا التصنيف... فماذا عن تمثيله في الحكومة؟
والوزير سجعان قزّي عُين في الحكومة بقرار كتائبي، ممثلا (او احد ممثلي) الكتائب... وهو اليوم خارج هذا التصنيف والتمثيل...
فهل ثمة خلل في هذا السياق؟
اساساً: هل الخلل في هذه النقطة التمثيلية وحسب او هو في سوء الممارسة ازاء القضايا كلها، تقريبا! وهو اكثر ما يبرز بشكل نافرٍ جداً، في ملف النفايات وما شهد من مواعيد ومناقصات و ... مزايدات وتحريك للشارع.
ثم أليست الحكومة تعتبر ذاتها «خارج الصورة» لمجرَّد انها تحيل المشاكل والملفات إلى طاولة الحوار؟!
فعلاً... بلد فرجة!