علق الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان السيد محمد علي الحسيني على كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مؤكدا أن "هذه الاطلالة الاعلامية الاستثنائية محاولة لاستعادة المجد الغابر حين كان حزب الله يقاتل في الجنوب ويحقق الانتصارات.ولكن شتان بين الامس واليوم. وما كان يصح في الماضي، لم يعد صالحا اليوم. والخطابات التي كانت تلهب حماس الجماهير اثناء حروب 1993 و1996 و2006، بطل زمنها، فالحرب على الشعب السوري الى جانب نظام ظالم ومتوحش، لا تمت بصلة إلى الدين والوطن والاخلاق".
ورأى انه "يخطىء السيد نصرالله عندما يظن انه حقق انتصارا في سوريا، لاسباب عدة، اهمها أن المعركة لم تنته بعد، وكما تبين خطأ اعلان الانتصار بعد السيطرة على الزبداني والقلمون وغيرها، سيتبين لاحقا، أن ما حققه حزب الله هو مجرد جولة في حرب طويلة. ولا نقول ذلك استنادا الى تحليل معطيات عسكرية من هنا وهناك، بل ننطلق من قراءة موضوعية لما يجري في سوريا. فهناك ثمة ثورة تراكم الانجازات، واذا اخفقت في مكان ما، وفي لحظة ما، فهذا لا يعني انها انكسرت". وقال: "واهم السيد نصرالله اذ يعتقد ان بامكانه الانتصار مع النظام السوري في نهاية المطاف. فهذا النظام سقط سياسيا ومعنويا، في الداخل والخارج، وسقط عسكريا عندما هزم جيشه في معظم انحاء سوريا، ولم يتبق له سوى اراض قليلة يقاتل فيها، املا بان ينسحب لاحقا في اطار تسوية سياسية يحلم بها، نحو المنطقة الساحلية، لاقامة دويلة علوية هزيلة". وقال: "هذا هو مغزى معركة حلب، مهما حاول السيد نصرالله خداع وتضليل الرأي العام بعد هزائمه في حلب".
وتوجه السيد الحسيني إلى نصرالله بالقول: "لم تطلع شيعة لبنان على حجم الخسائر التي جعلتها تدفعها في الحرب السورية منذ خمس سنوات. ولم تخبر جمهورك كم هو حجم الاستنزاف الذي اصاب حزبك، بشكل جعلك تطلب المساعدة المالية منه، بعد ان كنت تغدق المساعدات والهبات للمناصرين. وهل حسبت حسابا لعوائل الشهداء الذين سقطوا في مواجهة اسرائيل وعددهم بالالاف، وهل سيبقى لهم شيئا بعد هذا الاستنزاف. والاهم من كل ذلك وبعدما يسقط النظام السوري ، ماذا ستقول لامهات القتلى في سوريا، ولماذا ماتوا هناك، ومن أجل من ؟".
وشدد على ان "ثورة الشعب السوري ستنتصر حتما فقد فات الاوان يا سيد نصرالله لاعلان الانتصار. فالهزيمة آتية لا محالة. وباسم شيعة لبنان نطالبك بالإنسحاب من سوريا ولم يفت أوان التراجع، وليس من أجل انقاذ حزبك، لانه آيل إلى السقوط مع الرئيس السوري بشار الاسد، وانما ينبغي التراجع عن التورط في سوريا، رأفة بالامهات والاخوات والزوجات والاطفال من ابناء الطائفة الشيعية، حتى لا يفقدوا أعزاءهم سدى".