رأت صحيفة "الرياض" ان "الاستفتاء البريطاني يفضح انقساماً حقيقياً موثقاً بالأرقام بين البريطانيين، فلم يرجح كفة الخروج من الاتحاد البريطاني إلا نسبة 1 بالمئة، فقد جاءت النتائج لصالح المصوتين بالخروج بنسبة 51 بالمئة بمعنى أن حوالي نصف البريطانيين أيضاً هم مع البقاء في الاتحاد الاوروبي".
ولفتت إلى ان "حجم التأثير السياسي والثقافي والحضاري لأوروبا على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي لايمكن الاستهانة به"، مشيرة إلى ان "المخيف أكثر هو تفتت بريطانيا وتذرّيها، فلم يكن استفتاء انفصال اسكوتلندا يمر بسلام حتى حلّ ما هو أكثر وأشد وطأة بخروج بريطانيا من الاتحاد، واليوم قد يشجع هذا الانفصال على استقلال الاقاليم الاربعة التي تتكون منها المملكة المتحدة، وهذا واقع حقيقي، ليس ذلك فحسب بل علينا أن نستعد لاستفتاء دول أخرى على البقاء في الاتحاد في أقصى الشمال الاوروبي مثل دول اسكندافيا، بل ومطالبات باستقلال بعض الاقليم في اسبانيا وغيرها، وهذه ليست مجرد توقعات بل وقائع مطلة ويتم الحديث عنها، وحدوثها أمرٌ وارد بشكل كبير".
وأضافت "لقد نسف الاستفتاء البريطاني مفاهيم كان يروج لها منظّرون وسياسيون بأن دول العالم تتجه نحو التكتلات السياسية والاقتصادية، لقد وضع الاستفتاء حداً لهذه المقولات حتى الدول التي كان لديها مشروعات من هذا القبيل ستنظر في مصوغات اتحادها من عدمه، لكي لا تواجه مصير الاتحاد الاوروبي الذي يبدو أنه يتأرجح بسبب اختلال في تركيبته السياسية والاقتصادية والثقافية".