لفت أمين سر "حركة التجدد الديمقراطي" انطوان حداد الى ان "مأساة القاع تختصر اليوم أزمة كل لبنان. وهذا الامتحان من اكبر الامتحانات التي يتعرض لها لبنان، وتحديداً المجتمع المسيحي، منذ بدء الحرب السورية".
وفي تصريح له، ذكر ان "أهل القاع يحملون صليب الاصرار على العيش بحرية وكرامة والاصرار على لبنان التعددية والديموقراطية والسيادة. بهذا المعنى، أهل القاع يدفعون ضريبة عالية جدا نيابة عن لبنان".
ولفت الى انه يفضّل "التريّث في تفسير من المستهدف أصلا بهذه العملية، بانتظار تشكّل الصورة الاوسع حول الاسباب الاستراتيجية العميقة والخلفيات والاستهدافات، وحتى الجهة المنفذة، فلهذه اللحظة لم تعلن اي جهة مسؤوليتها. نحن اليوم في ظل وضع أقليمي ولبناني معقد، والمهمة المباشرة هي استيعاب هذا الهجوم ولملمة الجراح، ومنع تكرار الاعتداءات، ورسم خطوط الدفاع الاولى، ثم التفكّر ملياً في الخطوة التالية. فلهذه البلدة محيط شاسع متصل بعدة اماكن وتختلط فيه قوى متعددة"
وشدد على ان "المهمة الاساسية اليوم هي رسم خط دفاع اول حول القاع والقرى التي تواجه احتمال اعتداء مماثل، وهذه المهمة مطلوبة أساسا من الجيش اللبناني وحده لانه هو من يطمئن اهل القاع وسائر اللبنانيين. ولا يتذرعن احد بضعف الامكانات، فهناك امكانية الاستعانة الفورية بوحدات وقطع عسكرية من مناطق أخرى، ولدينا كل الثقة بقيام الجيش اللبناني بهذه المهمة بالتعاون مع اهل القاع".
ولفت الى انه "مع اهمية الذي حصل في القاع، ممكن ان يكون المستهدف ليس القاع بذاتها بل خلق "دراما مسيحية" كبيرة من اجل ضم المسيحيين بالجملة الى موقع معين بالنسبة الى الحرب في سوريا. لكن هناك قوى تتصدى لهذه المحاولة، فقوى 14 اذار وتحديداً القوى المسيحية في 14 آذار تتصدى لذلك رغم صعوبة هذا الموقف. وانا ادعو هذه القوى بالتمسك بهذا الموقف لان الخسارة الاستراتيجية الناتجة عن انخراط لبنان عموماً والمسيحيين خصوصاً بالحرب السورية خسارة لا تعوض".
ورأى انه من "الممكن ان يكون هؤلاء الارهابيين قد جاؤوا من مخيمات اللاجئين، ولكن يجب التنبه ايضاً ان غالبية اللاجئين هم ضحايا مثلنا ومستهدفين مثلنا. وهذا لا يمنع ان يكون من بينهم قلة مأجورة او مضللة او فاقدة للعقل. فمن يضع حزام ليفجر نفسه هو شخص فاقد لانسانيته وهؤلاء الاشخاص موجودين في كل البيئات. فالتفجير ثقافة وليس هوية".
وأكد "اننا لا نستطيع ان نعتبر كل اللاجئين الذين لديهم نفس معاناة اهل القاع مع النظام السوري ارهابيين. ذلك لا يمنع قيام الجيش بعمليات امنية لضبط مخيمات اللاجئين كي لا يكون هناك تسلل للارهابيين الى صفوفهم. ولكن علينا التنبه من عدم وضع حقوق الانسان جانبا، فهذه تكون وصمة عار علينا ان نعامل ابرياء لاجئين نفس معاملة الارهابيين".