اعتبر المعارض السوري البارز برهان غليون أن الانهيارات المتكررة للهدنة في سوريا وآخرها التي اعلنها النظام السوري لمدة 72 ساعة بالتزامن مع عيد الفطر، "جزء من الخلاف الايراني – الروسي حول ادارة الملف السوري، باعتبار ان الروس قد يؤيدون وقفا لاطلاق النار باطار التفاهم الحاصل مع الأميركيين على التهدئة تمهيدا لاعادة اطلاق عجلة المفاوضات، أما الايرانيون فلن يسمحوا بتقدم الحل السياسي طالما لم يضمنوا تحقيق مصالح، نؤكد أن لا امكانية لتحقيقها".
وأشار غليون في حديث لـ"النشرة" الى أن "طهران تسعى لتكون سوريا المستقبل معبرا لها وللعراق لخدمة حزب الله والميليشيات الاخرى التابعة لها، وهو امر مستحيل ولن نسمح بحصوله بعدما أثبتت التجربة الاخيرة أن الحزب ليس الا ميليشيا من المرتزقة تعمل كذراع لطهران الساعية للهيمنة على المنطقة"، على حدّ تعبيره.
ايران لا تريد التهدئة
ولفت غليون الى ان الاتفاق الأميركي – الروسي الحالي يقول بوجوب الضغط باتجاه الالتزام بمسار الحل السياسي من دون ممارسة أي من الدولتين اي ضغط يُذكر على الفريق غير الملتزم بالشروط التي تهيىء لاطلاق المفاوضات مجددا. وقال: "يطلقون مشاريع تهدئة وهدن لا يلتزم فيها الا طرف المعارضة ويتمادى بخرقها طرف النظام الذي يتبع لايران التي لا تريد التهدئة. لكن الروس لا يريدون الضغط على طهران للحفاظ على علاقتهم معها لضمان سير خططهم، كما أن الاميركيين يكتفون بالمراهنة على ضغوطات تمارسها موسكو من دون القيام بأي مجهود من قبلهم".
حلب لن تسقط
وتطرق غليون للوضع في مدينة حلب بعد ما تردد عن اغلاق النظام وحزب الله آخر منفذ للمعارضة الموجودة في المنطقة الشرقية من المدينة، فشدد على أنّه "من المستحيل أن تسقط مدينة بحجم حلب عسكريا"، معتبرا أنّه "من الممكن أن يقطعوا طريق الكاستيلو فنحن باطار حرب طويلة من الكر والفر، لكن تحقيق طموحهم باحتلال المدينة ككل والسيطرة عليها أمر مستحيل ويحتاج عشرات آلاف الجنود".
وإذ رأى غليون أنّ "نموذج الغوطة وداريا وهي مناطق صغيرة نسبيا بمحيط دمشق والتي لم يتمكنوا من السيطرة عليها، أكبر دليل على عدم امكانيتهم من السيطرة على حلب"، وضع المسألة ككل باطار "تسجيل النقاط ورفع معنويات جمهورهم وعناصرهم التي انهارت نتيجة الخسائر الفادحة التي تكبدوها أخيرا".
لتفاهم دولي بحد أدنى
وردا على سؤال عن امكانية اطلاق عجلة المفاوضات مجددا الشهر المقبل، أشار غليون الى ان "المباحثات السرية غير المعلنة بين الاميركيين والروس والأوروبيين حول الملف السوري مستمرة، وبالتالي اذا تمكنوا من التوصل لحد أدنى من التفاهم يبرر العودة الى المفاوضات، كان به، أما خلاف ذلك فلا شك أن احدا لن يقبل بالعودة الى طاولة التفاوض اذا لم يكن هناك فائدة، لأنّه عندها ستنهار العملية السياسية تماما".
وخلص غليون إلى أنّ "التفاهم الدولي الذي قد يعيد احياء المفاوضات، هو اما حول وقف جدي وفعلي وحاسم لاطلاق النار أو حول حصر النقاش بالمرحلة الانتقالية أو تحديد خارطة طريق المرحلة المقبلة".