تم اليوم تدشين كنيسة القديسة فيرونيكا جولياني في بلدة القصيبة - المتن الاعلى، وهي اول كنيسة في العالم خارج ايطاليا، وذلك في احتفال كبير وحاشد فاق عدد المشاركين فيه 11 الفا من المؤمنين من مختلف المناطق اللبنانية وايطاليا، وقد غصت ساحات البلدة بالوافدين ووضعت الشاشات الكبيرة في الساحات لنقل وقائع هذا الحدث الكبير الى جميع الحاضرين.
وشارك فيه السفير البابوي في لبنان كبريال كاتشيا، المطران كميل زيادة، العميد ايلي عبود ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي وحشد كبير من المطارنة والاساقفة والفاعليات الحزبية، رؤساء بلديات ومخاتير ومؤمنون.
وعلى قرع جرس الكنيسة، اقيم زياح لتمثال فاطمة في باحة كنيسة مار جرجس تقدمه السفير البابوي والمطران زيادة والعديد من الكهنة وصولا الى كنيسة القديسة فيرونيكا جولياني، حيث وضع في المكان المحدد فيه في قاعة الكنيسة. بعدها قام المطران زيادة بتكريس الكنيسة بزيت الميرون المقدس اولا الباب من الخارج والداخل، وكذلك زوايا الكنيسة الاربع، بعدها القى الاب سانيسيو باريوني رسالة من الكنيسة الام في ايطاليا وجاء فيها: "الى جماعة خدام وطالبات قلب مريم المتألم والطاهر والى جمعية ابناء مريم اصدقاء القديسة فيرونيكا في لبنان من خلال رسالتنا هذه، نحب ان نبلغكم عن الفرح الروحي الذي نعيشه معكم بهذه اللحظات، ونحن فرحون جدا كراهبات القديسة فيرونيكا ان نعرف عن التقوى الكبيرة والمعرفة والحب الكبير الذي ينتشر لقديستنا في لبنان، ونحن فرحون جدا اليوم بتكريس هذا المكان المقدس على اسم قديستنا ليكون مكانا يستطيع ان يلتقي بالله ويعود الى الله فيه كثير من المؤمنين".
بدوره، أعرب كاتشيا عن فرحه "لتكريس هذه الكنيسة ووجودي معكم يمثل بركة قداسة البابا فرنسيس، انه حدث انا اقول عنه دولي لانه لا يقتصر فقط على اللبنانيين لان هناك وفودا ايضا اتت من الخارج، وسألت نفسي سؤالا واسأله لكم اليوم ما هي لغة الكنيسة هل هي لغة السريانية الارامية اللاتينية اليونانية العربية، ما هي لغة الكنيسة، هي فقط لغة واحدة عالمية شاملة هي لغة القداسة. من اجل ذلك القديسة فيرونيكا ليست قديسة ايطالية فقط هي للكنيسة الجمعاء لهذا مار شربل ليس فقط في لبنان انما هو للكنيسة جمعاء".
والقى المطران انطوان بيروني كلمة بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية الايطالية، فقال: "كان من دواعي سرورنا ان نجتمع معا في هذا المكان المبارك لنحتفل بتكريس اول كنيسة على اسم القديسة فيرونيكا جولياني خارج ايطاليا، هنا في لبنان، وكنا نود ان نشارككم هذه الفرحة شخصيا، الا اننا متحدون معكم في القلب والروح والصلاة وقد انتدبنا سيادة اخينا المطران مار رويونا انطوان بيروني لينوب عنا ويمثلنا في هذه المناسبة".
وأكد أن "القديسة فيرونيكا جولياني الايطالية الاصل احدى القديسات الشهيرات اللواتي مررن على مذبح الكنيسة بحسب احد البابوات الذي وصفها بالعملاقة في القداسة وكانت حياة هذه القديسة قصة حب اولا واخيرا، والذي لا يعرف ماذا يعني الحب لا يستطيع فهم حياة القديسين، اذ كان المعجبون بهذه القديسة لبنان وهو قلب الشرق ورسالة الشرق للغرب كعلامة على ان الوجود المسيحي متجذر في لبنان والشرق، فنحن سنبقى في هذا الشرق علامة رجاء وقداسة وفرادة"، مشيرا الى انه "رغم ما نعاني في العراق وفي سوريا وبلاد الشرق من آلام واضطهاد وعنف وعذاب وقتل وتشريد وابادة وتهجير سنبقى وستبقى المسيحية في هذا الشرق، وسنستمر اقوى من ذي قبل لان الله في وسط كنيسته فلن تتزعزع ابدا".
وأوضح أن "مشوار القديسة فيرونيكا جولياني بدأ في لبنان مع جمعية اصدقائها التي لها مركز ايضا في ايطاليا، ولها هدفان الاول انتاج فيلم عنها والثاني بناء كنيسة على اسمها في لبنان، كانت القديسة تعيش حب الفقر وقد زينت حياتها بالتلذذ بنعمة القربان الاقدس في اختراع الحب الكبير على ما كانت القديسة فيرونيكا تطلقه على هذا السر الذي هو سر الاسرار ومصدر جميع الثمار الروحية".
واقيم قداس احتفالي ترأسه المطران زيادة، أوضح فيه أن "هذه اول كنيسة خارج ايطاليا على اسم هذه القديسة ولتلتمسوا النعم والبركات عليكم وعلى عائلاتكم. السرعة التي تم فيها بناء هذه الكنيسة لهي اشبه بمعجزة اربعة اشهر وانها باكورة في ابرشيتنا لثلاث كنائس اخرى جديدة ستكرسها في الابرشية بين السبت القادم التجلي في 6 آب، عظم سخاء المؤمنين عندما تنفتح قلوبهم لالهامات الروح"، لافتا الى "أننا عندما مسحنا باب الكنيسة وزواياها الاربعة بالميرون المقدس وتلاهما الصلوات المخصصة لهذه الرتبة وعندما سنمسح بالميرون ليكون اهلا لاقتبال ذبيحة المسيح السرية، هذا المذبح ندعو بذلك المؤمنين الى تكريم هذا المكان والصلاة فيه والتوبة الى الله من خلاله".