اعتبر عضو "كتلة المستقبل" النائب أحمد فتفت أن التفاؤل الذي يحيط بزيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت الى بيروت، وبالتحديد لجهة قدرته على احداث خرق في جدار الأزمة الرئاسية، مبالغ فيه كثيرًا، لافتًا الى أن الزيارة لا تتخطى اطار التعبير عن الاهتمام الفرنسي والأوروبي بالملف اللبناني والحفاظ على العلاقات اللبنانية – الفرنسية كما اللبنانية – الأوروبية.
وأشار فتفت في حديث لـ"النشرة" الى أنّه وبالرغم من كل الضجيج الذي أحاط الزيارة وربطها بالزيارات التي قام بها مسؤولون سعوديون وايرانيون الى باريس، "الا أنّه فعليا لا شيء على الارض، وكل ما نسمعه وعود وكلام"، معتبرا أن البيان الأخير لكتلة "الوفاء للمقاومة" كان واضحا تماما لجهة عدم وجود اي اشارات بحلحلة قد يقوم بها الحزب أو ايران وهما المعطلان الأساسيان للانتخابات الرئاسية".
لحود 2؟
واستغرب فتفت طرح تبني تيار "المستقبل" ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية لاحراج حزب الله وحشره في الزاوية، متسائلا: "لماذا علينا نحن أن نقدم تنازلات سياسية طالما كلنا يعلم قدرة حزب الله على التأثير على حركة أمل وباقي حلفائه، وبالتالي لو أراد فعليا انتخاب عون لتوجه الى المجلس النيابي لانتخابه طالما نحن أصلا نؤمن النصاب ولو أرادوا لكان هناك أكثرية تؤمن انتخابه؟"
وشدّد فتفت على أنّه شخصيا "غير مستعد على الاطلاق للعيش مجددا حالة (رئيس الجمهورية السابق) اميل لحود ثانية"، معتبرا أن "ممارسة وزراء عون الكيدية وسياساته تؤكد ان انتخابه سيعيد انتاج الحالة التي كانت قائمة بعهد لحود".
شكوك بالسلة
واستهجن فتفت طرح السلة المتكاملة للحل من دون تحديد محتواها، وقال: "كل فترة يُخرِجون أرنبًا من القبعة علما أنّ المشكلة كما الكل يعي اقليمية وليست داخلية وهي لن تحل دون تطور اقليمي واضح".
واستغرب فتفت "تحديد رئيس المجلس النيابي نبيه بري مواعيد جلسات متكررة لانتخاب رئيس للبلاد وفي الوقت عينه يقولون لا رئيس دون سلة"، واضاف: "وكأن هناك من يدعو لنسف عمل ومهام مجلس النواب والغاء اتفاق الطائف..." وتابع: "هناك شكوك كبيرة محيطة بالسلة المطروحة وأهدافها وما نطالب به ونصر عليه السير بالحل التدريجي والذي يقول بانتخاب رئيس للبلاد باعتبار أن غياب الرأس هو الذي يعطّل باقي المؤسسات".
جريمة كبيرة
وتطرق فتفت للملف النفطي، وأعرب عن استغرابه لخروج بري ووزير الخارجية جبران باسيل للاعلان عن "تفاهم نفطي" من دون ايراد أي أسباب لعرقلة الملف لأكثر من 3 سنوات، معتبرا أن ما حصل "جريمة كبيرة بحق الاقتصاد اللبناني". واضاف: "ما حصل حاليا هو تفاهم بينهما على اصدار المراسيم، وبالتالي لا يجب ايهام اللبنانيين بحلول كبيرة خاصة أن ما كان قبل 3 سنوات لم يعد قائما اليوم، وبالتحديد لجهة أسعار النفط وأحوال السوق".
وأسف فتفت لكون "الشكل الذي أعلن فيه اتفاق بري – باسيل أظهر للبنانيين أن هناك منطق محاصصة بالموضوع، باعتبار أن الجميع بات يبحث عن حجم الحصص بدل السؤال عن فحوى الاتفاق". واضاف: "لم يعد هناك اي مصداقية بعمل هذه الطبقة السياسية ويجب المطالبة سريعا بانتخاب رئيس لتفعيل عمل المؤسسات واعادة بعض الثقة بها".