توجهت قبل عيد الفطر بأيام معدودة قوة بشرية من مقاتلي "التدخل" في حزب الله الى حلب، لان المعركة اليوم هي في الريف الشمالي لتلك المدينة، وتحديدا طريق "الكاستيلو" الذي يعتبر الشريان الأوحد الذي يمدّ المسلحين فيها بالسلاح والمؤونة. ولكن رغم الأهميّة الاستراتيجية للمعركة في المدينة المذكورة الا أن الهدف الأكبر لمحور حزب الله وسوريا وايران هو مدينتا الرقة ودير الزور.
أشرفت القوات السورية ومعها الحزب على طريق "الكاستيلو" بالنار، وشكّلت السيطرة على منطقة الملاح الاستراتيجية المشرفة عليه، خطوة اضافية لتعزيز هذا "الإشراف"، وأصبحت الخطوة التالية هي السيطرة ميدانيًا على هذا الطريق لتصبح مدينة حلب محاصرة من جهاتها الاربع. وهنا تشير المصادر الخاصة بـ"النشرة" الى ان الجيش السوري وحزب الله لن يدخلا المدينة نظرًا للقساوة الطبيعية الجغرافية لها وزحمة المباني فيها، الامر الذي سيؤدي الى وقوع خسائر بشرية كبيرة هما في غنى عنها، لذلك فإن الخطة تقتضي ان يُصار الى اغلاق كافة منافذها وفرض كل أنواع الشروط على المسلحين فيها، واعلانها ورقة تفاوض مقابل بلدتي كفريا والفوعة، وبالتالي سحب "ورقة" مدينة الزبداني من التداول وضرب المسلحين داخلها.
وتضيف المصادر: "ان قرار السيطرة على طريق الكاستيلو ميدانيًا قد اتخذ دون تحديد ساعة الصفر، وهذا ما يفسر ظهور عناصر الجيش السوري وحزب الله بمظهر "المدافع"، وتُرجم بإفشال العملية العسكرية التي أعلنت عنها جبهة "النصرة" في التاسع من تموز الجاري تحت عنوان "معركة كسر الحصار عن حلب"، ما استدعى من الجبهة اعلان توقف العملية التي انطلقت بتفجيرين انتحاريين في مزارع الملاح".
"خط دفاع أول"
بعد إتمام السيطرة على حلب سيعمل عناصر الجيش السوري وحزب الله على إنشاء "خط دفاع أول" عن المدينة باتجاه الحدود التركية المفتوحة بشكل كامل، وسيتم توجيه الانظار نحو دير الزور والرقة الموجودتين شرق مدينة حلب. هنا بحسب المصادر تكمن "المعركة الكبرى" والحسابات في هذه المعركة تختلف عن سابقاتها، فإيران ستضع ثقلها فيها الى جانب الجيش السوري وحزب الله والطيران الجوي الروسي والحشد الشعبي العراقي الذي سيعمل في المرحلة المقبلة على تحرير الموصل وملاقاة الحلفاء على الحدود العراقية السورية قرب دير الزور، مشيرة الى ان دخول الحشد الشعبي الى الاراضي السورية لن يكون مستبعدا في تلك المرحلة. وتقول المصادر: "كل هذه المعطيات تبقى رهن التظورات الميدانية والسياسية التي تجري فالموقف الروسي له اهميته اذ ان سوريا وايران وحزب الله ينتظرون من الروسي موقفا واضحا فإما الدخول في المعركة حتى نهايتها وإما عدم الدخول مطلقا لان "العاب الهدنة" لم تعد مقبولة، وما حصل في حلب لم يكن موفقا".
العين على اسرائيل
تكشف المصادر ان اقتراب الجيش السوري وحزب الله من مدينتي الرقة ودير الزور سيكون له تداعيات كبيرة على الوضع العام في المنطقة، وعندها يجب توجيه الأنظار إلى الجنوب اللبناني إذ ان اسرائيل لن تسكت وستضغط على الحزب. وتضيف المصادر: "ان المعلومات تشير الى وجود نية اسرائيلية بعدم السكوت ان استطاع الحزب والجيش السوري طرق أبواب الرقة ودير الزور"، مشيرة الى ان المعطيات تفرض الحذر المطلق والتنبه "للجنون" الاسرائيلي. وفي هذا السياق توضح المصادر أن الجيش الاسرائيلي في حالة طوارىء منذ اعلان امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله عن نيّة الحزب احتلال الجليل، وهم لأجل ذلك يرفعون السواتر الترابية على طول الحدود من شبعا حتى الناقورة ويتحضرون لأي حرب مقبلة. وبالمقابل تلفت المصادر النظر الى ان مسؤولين اوروبيين حملوا رسالة اسرائيلية منذ مدة الى قيادة الحزب تؤكد عدم نيّة اسرائيل القيام بأي تحرك عسكري على الحدود مع لبنان، مشيرة الى ان هذه الرسالة لن تقدم او تؤخر لأن اسرائيل تعودت على الغدر، ومؤكدة ان حزب الله لم يترك يوما "الجبهة" معها.
كثيرة هي المعطيات التي تُنذر بصيف حام في سوريا والعراق وفي لبنان ربما، فالحرب على الارهاب بدأت ترسم مشاهدها الأخيرة، فهل تتدخل اسرائيل لمحاولة تغيير المعادلات الّتي تميل باتّجاه محور سوريا ايران وحزب الله؟