لم يطرأ على الساحة الداخلية اي تطور يبعث على التفاول بإمكانية فتح ثغرة بجدار الازمة السياسية.

ويبدو ان الاجواء السائدة لا تبشر حتى الآن بأن خلوة الحوار المقررة في اول آب ستخرج بنتائج ملموسة لا سيما ان المداولات والاتصالات التي سجلت لم تسفر عن اي مقاربة ايجابية لقانون الانتخابات النيابية.

وبالامس طمأن الرئيس بري بلهجة حاسمة وواضحة بأن لا احد يريد استبدال الطائف بمؤتمر تأسيسي مشجعا الجميع على التقارب والتلاقي بدل الاستمرار في تبادل الاتهامات وتحميل المسؤوليات لبعضنا البعض.

وفي قراءة للخطاب الذي ألقاه في مؤتمر الاقتصاد والاعمال يرى مصدر سياسي مطلع انه يمكن القراءة بين السطور بوضوح تخوف بري من البقاء في الدوران بحلقة مفرغة وبالتالي خروج المتحاورين من خلوة آب بخفي حنين لا سيما انها ربما تكون الخرطوشة الاخيرة قبل تشرين حيث يصعب حينها استلحاق الحل قبل الانتخابات النيابية.

وحسب المصدر فان تحذيرات بري هي بمثابة الصرخة الاخيرة لاستيلاد الحل، لا سيما ان الاجواء والمعطيات الخارجية لا تدل على تبلور اية متغيرات قد تساعد على الخروج من المأزق وانتخاب رئيس للجمهورية.

وفي القراءة ايضا، ان رئيس المجلس مقتنع بل يراهن ايضا على اهمية تخفيف الاحتقان بين طهران والرياض، معتبراً ان اعادة تطبيع العلاقات بينهما سينعكس ايجابا على المنطقة باسرها وسيساهم بالطبع في المساعدة على انتخاب رئيس للجمهورية.

ويشير المصدر الى محاولات سابقة اجراها بري مع بداية بل بعد عدد من جلسات الحوار لفتح قنوات تواصل او خلق مناخات تعيد التخاطب الهادئ والمباشر بين مسؤولي البلدين.

ولا يستبعد المصدر ان يقوم بمحاولات جديدة على الاقل لتقريب موقفي البلدين من القضايا التي تتعلق بلبنان وما يواجهه من تحديات على مستوى ازمته السياسية.

وفي خطابه ايضاً حسم بري الموقف من الاتهامات التي يوجهها البعض لحزب الله بسبب قتاله الجماعات الارهابية في سوريا مؤكدا ان الارهاب يستهدف الجميع ليس في لبنان فحسب بل ايضا في المنطقة وبالتالي فإن مثل هذه الاتهامات وتحميل المسؤولية للحزب في استحضار الارهاب للبنان هي في غير محلّها بل غير قابلة للصرف بعد الان.

ومما لا شك فيه ان التعقيدات الداخلية التي تواجه انتخاب رئيس الجمهورية يمكن ان تتحلحل اذا ما حصل نوع من الاتفاق او على الاقل وقف الاشتباك السعودي - الايراني حول هذا الموضوع، خصوصا ان هناك كلاما كثيرا حول «فيتو» سعودي على العماد عون وتفويضا ايرانيا كاملا لحزب الله لاتخاذ الموقف المناسب من الاستحقاق الرئاسي.

واذا ما جرى تعديل على موقف البلدين فإن ذلك يمكن ان يدفع باتجاه ازالة العقبات الداخلية اللبنانية في وجه انتخاب الرئيس الجديد، ولذلك يستمر بري بالتركيز على هذا المسار وكان مهتما خلال لقائه وزير الخارجية الفرنسي بالاطلاع على تفاصيل نتائج مباحثاته مع وزيري خارجية ايران والسعودية.

وابلغه الوزير ايرولت ان الامر يحتاج الى مزيد من الاتصالات والوقت وانه يرغب في تعزيز معلوماته حول مواقف الاطراف اللبنانية من تفاصيل مسألة رئاسة الجمهورية والعناصر الاخرى للازمة اللبنانية.

وخلال اجتماعه بوفد حزب الله كان الوزير الفرنسي مستمعا اكثر وابدى رغبة واضحة في الاطلاع على موقف الحزب من قضايا داخلية عديدة منها بطبيعة الحال موضوع الرئاسة.

وتقول المعلومات ان ايرولت ابلغ وفد حزب الله انه بعد ان جمع محصلة جديدة لمواقف الاطراف اللبنانيين من الاستحقاق الرئاسي وملفات ومواضيع اخرى سيقوم بجولة جديدة من الاتصالات والمباحثات مع المسؤولين الايرانيين سعياً الى التوصل الى نتائج قد يعود بها الى بيروت مبشراً بالحلول.

ولا شك ان الاعتداء الارهابي الذي استهدف مدينة نيس قد استحضر الارهاب بكل ما يحمله من تهديدات ومخاطر على الوضع الداخلي الفرنسي، وانه سيبقى في الوقت الحاضر الشغل الشاغل لباريس.