اكد السفير المصري في لبنان محمد بدرالدين زايد، أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إلى بيروت جزء من الجهود الفرنسية المستمرة لإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان، مشيراً الى أنه "حتى الآن، لا مؤشرات تدل على أن الزيارة مقدمة لإنهاء هذا الفراغ، أو أنها حققت اختراقًا ما على هذا الصعيد، علمًا أننا نقدر الجهد والاهتمام الفرنسيين في ظل أوضاع لبنان الصعبة والدقيقة".
وفي حديث صحفي له، اوضح زايد أن "تفضيل مصر مرشحا رئاسيا على آخر، فهذا غير ممكن انطلاقًا من رؤية مصر المبنية على ضرورة عدم التدخل السلبي في شؤون أي قطر عربي الداخلية، وبلادي تقبل بما يقبله الشعب اللبناني، ولا يمكنها أن تفرض عليه مرشحا، أو أن تفضل مرشحا على آخر، وسنتعامل مع من يختاره الشعب اللبناني الشقيق رئيسا".
وبالنسبة للعلاقة المصرية بـ"حزب الله"، بعد زيارة وفد من الحزب القاهرة لتقديم واجب العزاء بالصحافي محمد حسنين هيكل، وقضية سامي شهاب، لفت زايد الى أنه "للقضاء المصري اعتباراته، وإذا كان هناك جلسات تم تأجيلها أو أحكام صدرت، فهذا لا يعني أن قضية شهاب قد طويت، أما زيارة وفد الحزب إلى مصر فكانت للتعزية بوفاة هيكل، ولم تشمل مقابلات رسمية"، موضحاً أنه "لا جديد في علاقة مصر بـ"حزب الله"، فهناك مسائل معلقة مرتبطة بالموقف العربي العام، أنا أتواصل مع الحكومة اللبنانية ومكوناتها كلها".
وعن التزام مصر الإجماع العربي في اعتبار "حزب الله" منظمة إرهابية، لفت الى أن "مصر جزء من الاجماع العربي دائما، وتلتزم القرارات التي تتخذ في جامعة الدول العربية، مع ذلك ندرك تعقيدات الأوضاع الإقليمية واللبنانية ونتفهّمها، لكننا لا نخرج على هذا الاجماع العربي ولا على القرارات المتخذة".
ومن جهة أخرى رحب زايد بالجهد الذي تبذله السعودية لترتيب البيت السني في لبنان، مشيراً ومصر تشجع الوحدة وتنبذ الانقسام، وترى أية ترتيبات لها عائد إيجابي على مكونات الوجود اللبناني بكامله ايجابية"، مؤكدًا التواصل مع السفارة السعودية في هذا الشأن، "فالتواصل دائم مع زميلي السفير السعودي علي عواض العسيري، والتنسيق مستمر معه، وهذا طبيعي ومرتبط بالعلاقات الاستراتيجية المصرية - السعودية في كل مكان".
ولفت الى أنه "إذا كنا ننظر إلى مسألة الرئاسة في لبنان باعتبارها قرار الشعب اللبناني، فهذه القضية خاصة بقرار المجتمع السني في لبنان. ومصر تفضل ما يفضله هذا المجتمع. نحن لا نتدخل في خياراته، وما يهمنا فعليًا هو الاستقرار والاعتدال، وموقفنا واضح رافض أي اتجاه متشدد يشوه صورة الإسلام والمسلمين ويسيء إلى الإسلام، وبالتالي يهمنا بشكل أساس أن يترسّخ الاعتدالان الإسلامي والمسيحي".