اعتبر الوزير السابق علي قانصو أن تداخل الأسباب الخارجية والداخلية أدّى لقيام الانقلاب في تركيا والذي أراد منفذوه من خلاله أن يقولوا لا لسياساته الفاشلة بتعاطيه مع المحيط التركي وبالتحديد مع مصر وروسيا وبشكل خاص سوريا، لافتا الى أن الجيش التركي كان اصلا ضد سياسة رئيسه رجب طيب أردوغان وبالتحديد بما يتعلق بدعم المجموعات الارهابية في سوريا عبر الحدود التركية بالاسلحة والأموال والعناصر.
ولفت قانصو في حديث لـ"النشرة" الى أن أردوغان "يتحمل اليوم تداعيات سياسته بالتعاطي مع الملف العراقي أيضا كما علاقته المتوترة بمصر"، مشيرا الى ان كل ذلك "انعكس على الداخل التركي وبالتحديد على الوضع الاقتصادي الذي تراجع كثيرا فيما انهارت العملة كما تدهورت السياحة وتكدست البضائع في الاسواق وتقلصت فرص العمل وارتفعت نسبة الفقر". وقال: "اضف الى كل ذلك اصرار أردوغان على اسلمة الدولة والمجتمع التركي من منطلق انّه من الاخوان المسلمين، وهذه نقطة اساسية أدّت للتصادم الذي تجلى بمحاولة الانقلاب"، مرجحا أن لا تكون قد انتهت مفاعيل ما حصل خاصة في ظل توسع حملات الاعتقال التي لم تعد تقتصر على العسكر بل طالت المؤسسات التعليمية.
استدارة كاملة؟
ورأى قانصو أنّه قد يكون من المناسب لأردوغان بمكان اعادة النظر بسياساته الخارجية لأنّه لن يتمكن من الاستمرار بصدامات على كل المستويات، لافتا الى أنّه "واذا كان سيحاول أن يستثمر محاولة الانقلاب لحث مواطنيه على الالتفاف حوله باقناعهم أن الأمن التركي بخطر، فقد يكون من المناسب أن يستمر بتبديل سياساته تجاه روسيا وايران من دون استبعاد أن يشمل التبدل أيضا العراق وسوريا". وأضاف: "لكن مع أردوغان الاسلامي، لا شيء محسومًا، ومن الصعب تصديق أنّه سيقوم باستدارة كاملة".
نفق مظلم
وتطرق قانصو للملف اللبناني، معربا عن اسفه لغياب الارادة الوطنية للبننة الاستحقاقات وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية، معتبرا أن "هناك من يرفض الخروج من دائرة الضغوط التي يمارسها بعض الخارج المعروف". واعتبر أنّ "الطبقة السياسية الحالية عاجزة ومفلسة ومرتبطة بتبعية لا تلحظ السيادة الوطنية".
ورأى "اننا حاليا في نفق الانتظار المظلم بانتظار تطورات الأوضاع الاقليمية، آملا في أن تشكل ثلاثية الحوار المرتقبة في شهر آب المقبل فرصة تؤدي لانجاز الاستحقاقات الداخلية وأبرزها الانتخابات الرئاسية والاتفاق على قانون جديد تجري على اساسه الانتخابات النيابية ييقوم على النسبية الكاملة والدائرة الواسعة. وقال: "لكن للأسف هناك فرقاء وعلى رأسهم تيار المستقبل يتمكسون بمواقفهم السابقة التي كانوا يدلون بها قبل انعقاد طاولة الحوار، ويرفضون تقديم اي نوع من التنازلات، وهو ما لا يبشّر بالخير".