بعد أكثر من شهرين على انتهاء الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية، لم تنتهِ الخلافات والصراعات في بعض القرى. ورغم تدخل القيادات الحزبية الأساسية في هذه القرى لحل الاشكالات التي نتجت عن عمليات تشطيب في لوائح "الوفاء والتنمية"، لم تذلل هذه الخلافات حتى الآن.
عدلون، القرية الجنوبية في قضاء صيدا، تفتقد اليوم، وبعد شهرين من انتهاء الانتخابات، لرئيس بلدية. وبعد انتخاب 15 عضواً ينتمون لحزب الله وحركة أمل والحزب الشيوعي اللبناني (بعد أن خرق الحزب الشيوعي اللائحة التوافقية بين حزب الله وحركة أمل) اضافة لمرشح مستقل، لم يتمكن هؤلاء الأعضاء من الوصول إلى صيغة توافقية لانتخاب رئيس جديد.
يوضح عضو البلدية المنتخب المنتمي إلى حركة "أمل" محمد سعد أنه "كان هناك اتفاق مع حزب الله قبيل الانتخابات لانتخاب سميح وهبي رئيساً للبلدية أول 3 سنوات ولكن بعد التشطيب الذي حصل من قبل الفريق الآخر خسرنا عدداً من الأعضاء وغيّر الحزب الشروط وبات يطالب بأن يحصل هو على أول ثلاث سنوات من رئاسة البلدية إلاّ أن وهبي رفض ذلك"، مؤكداً أن "الخلاف حالياً هو على من يحصل على أول ثلاث سنوات من ولاية رئيس البلدية".
وتعذّر التواصل مع ممثل حزب الله في البلدية حسين علامة، بعد مماطلة منه وبعد عدة محاولات في الاتصال معه للتعليق على الموضوع.
أما الحزب الشيوعي، الذي يعتبر الحلقة الأضعف في المجلس البلدي نظراً لعدد المقاعد القليلة التي يشغلها، فيعتبر أن العرقلة هي بسبب اتفاق بين حزب الله وحركة أمل تم نقضه بعد الانتخابات. ويلفت عضو البلدية مهدي عوالي إلى "اننا أعضاء مع وقف التنفيذ"، مشددا على أن "لا علاقة لنا بعرقلة انتخاب رئيس البلدية".
ويوضح عوالي أن "عدد مقاعدنا في المجلس البلدي لا يخولنا التأثير بعملية انتخاب الرئيس"، لافتاً إلى أنه "بعد خسارة الحركة عدداً من أعضائها في الانتخابات سقط الاتفاق الذي كان مع الحزب حول رئاسة البلدية"، معلناً رفضه "رفضاً قاطعاً حلّ البلدية لأنه بذلك يتمّ اهانة اصوات الناس التي انتخبتنا".
تمهيد لاعتصامات
ورفضاً للواقع في البلدة وللمماطلة في انتخاب الرئيس، قرر عدد من شباب البلدة المذكورة التحرك لانتخاب رئيس. فاجتمعوا تحت اسم "مجموعة شباب عدلون"، للغاية المنشودة.
وفي حديث مع "النشرة"، تؤكد عضو لجنة الاعلام في التحرك مهى وهبي أن "الهدف الرئيسي من تحركنا هو انتخاب رئيس للبلدية علماً أن في القوانين هناك مدّة محدّدة لهذه الغاية قد انتهت"، لافتة إلى أن "لا شروط لدينا حول شخصيّة رئيس البلديّة بل المهم حل الموضوع"، ومشددة على "اننا لا نريد الدخول في الدهاليز السياسية، فنحن غير منظمين بأي حزب، وآراؤنا السياسية مختلفة داخل التحرك إلا أن ما يجمعنا هي مطالبنا".
وتلفت وهبي إلى "اننا نعاني من انقطاع في التيار الكهربائي ومشاكل في المياه ومشكلة نفايات وهذه الأهداف سنحققها بعد الانتهاء من المشكلة الأولى وهي انتخاب رئيس البلدية"، موضحة أن "خطواتنا الأولى بدأت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث أقمنا مجموعة للضغط والوصول إلى ما نريده".
وعن الخطوات المستقبلية للتحرك، تشير إلى "اننا قمنا بتوزيع منشورات لأهالي البلدة كما أجرينا حوارات في الشارع مع المواطنين لمناقشة أوضاع البلدية ونعمل على نشر بيان يصل إلى كل أهالي عدلون وصولاً إلى اعتصام سلمي فيها"، لافتة إلى "اننا نحمل المسؤولية لـ15 عضواً وليس للأطراف السياسية ونحن كأهالي لا يمكننا الموافقة على ربط حاجاتنا المواطنية بالانتماءات السياسية والمواقف السياسية".
وإذ تؤكد رفض المجموعة لحل البلدية "لأنّه استهتار بأصوات المواطنين خصوصًا أن بعض الشخصيّات المعارضة وصلت بعمليّة ديمقراطيّة نادرة"، تشدد وهبي على اهميّة انتخاب رئيس لها.
بعد تجربة حملات المجتمع المدني في بيروت وعدد من المناطق البنانية، هل تنجح حملة "شباب عدلون" بمواجهة الأحزاب وتجبر أعضاء البلدية على انتخاب رئيس بعيداً عن التجاذبات السياسية؟