بعد ان انحصرت المنافسة على رئاسة الولايات المتحدة الاميركية بين شخصين هما دونالد ترامب (عن الحزب الجمهوري) وهيلاري كلينتون (عن الحزب الديمقراطي)، وصلت الامور الى حد اللجوء لكل انواع الاسلحة في سبيل الفوز.
ايقن ترامب بما لا يقبل الشك انه غير محبوب لدى الكثير من المسؤولين في الحزب الجمهوري، وان قاعدة هذا الحزب هي التي فرضته، فاعتبر ان العائلة ستكون بمثابة "الارنب الخارج من القبعة" لانقاذ الساحر. ومرة جديدة انفضح الخلاف داخل الحزب الجمهوري حول الموقف من ترامب، اذ في غياب بعض المسؤولين، رفض منافسه السابق خلال هذه الحملة الرئاسية السيناتور تيد كروز الوقوف في صفه، فلم يحث على دعم ترامب واكتفى بدعوة الناخبين الجمهوريين الى عدم البقاء في منازلهم والتصويت بما يمليه عليهم ضميرهم.
ومرة جديدة هبّت القاعدة لنجدة المرشح الجمهوري، حيث ووجه كروز بعدد من صيحات الاستهجان رغم انه كان محبوباً جداً من قبل الجمهوريين الذين يحترمونه جداً لما قام به من انجازات ولقدراته في التقدم في المناصب بجهد شخصي.
وفي ظل هذا الواقع اعتمد ترامب نوعاً جديداً من الاسلحة هو سلاح العائلة حيث سرقت زوجته الحالية ميلانيا (وهي الثالثة في مسيرة زواجه)، الانظار خلال المؤتمر الجمهوري العام. فقد ظهرت العارضة السابقة بحلة جميلة واستقطبت الاهتمام، الى ان ضمّنت خطابها فقرة توقفت عندها وسائل الاعلام واتهمتها بـ"سرقتها" من كلمة كانت القتها زوجة الرئيس الاميركي الحالي ميشال اوباما.
خط الدفاع العائلي الاول لترامب فشل في مهمته، اذ خصصت وسائل الاعلام وبرامج الحوار السياسية اوقاتاً مهمة لهذا الخطأ الفادح، اكان مقصوداً ام لا، حتى ان السخرية وصلت الى اقصاها، ولم تشفع تبريرات ميلانيا بعدها او اطلالتها التي ابهرت الجميع في تخفيف حدة ما حصل، ليعاني ترامب من مشكلة جديدة في سلاح اعتبره اساسياً في هجومه على منافسته الديمقراطية، الا اذا تمكنت بسحر ساحر من العودة الى السكة الصحيحة مستعملة ما احتزنته من تجربتها الحياتية وعلمها (تتقن خمس لغات) وهي نشأت في يوغوسلافيا.
خط الدفاع الثاني يتمثل بابنتيه من زوجتين مختلفتين، الاولى تيفاني وهي تعتبر اقرب الى جيل الشباب وعقليتهم الحرة، وايفانكا التي تتولى منصباً رئيسياً في مؤسسة والدها الضخمة.
تيفاني اتجهت الى الغناء وعرض الازياء، وهي بالتالي معروفة في الاوساط الشبابية ويمكنها بسهولة الوصول الى قلوب الشباب في فئات الاعمار التي تتراوح بين 16 سنة ومنتصف العشرينات، ولا ينقصها العلم والمعرفة فهي حائزة على شهادتين، وهذا بذاته يشكل نقطة قوة لها ولوالدها.
في المقلب الآخر، يعوّل ترامب على ايفانكا المعروفة في اوساط رجال الاعمال، وهي عارضة سابقة ايضاً، ولكنها قادرة على التحكم بالامور بشكل جيد وبقبضة حازمة. ولعل الدليل الابرز على قدرة ايفانكا واعتماد والدها عليها، اعتبارها من قبل العديد على انها عمود اساسي في ابقاء اعضاء العائلة مترابطين رغم كونهم من امرأتين مختلفتين، لكن العلاقة بين الجميع جيدة وهو امر تحرص ايفانكا على بقائه على هذا النحو بتقربها من اعضاء العائلة فرداً فرداً.
يراهن ترامب على سلاح العائلة لمواجهة كلينتون وللتعويض عن النقص الحاصل على جبهة سلاح الحزب الجمهوري، وقد تكون توقعاته في محلها رغم فشل التجربة الاولى مع ميلانيا، ولكن السلاح العائلي يبقى اساسياً لدى الاميركيين والصورة العائلية السعيدة والمترابطة تساهم في اعلاء شأن المرشح اياً يكن، وهو امر تعتمد عليه كلينتون ايضاً وقد عاشته بشكل ملموس حين كان زوجها رئيساً وانغمس في فضيحة "مونيكا لوينسكي" حيث كان استمرارها الى جانبه ودعمه من العناصر الاساسية التي جعلت الاميركيين يقدرونها ويحترمونها بشكل اكبر.