ما زال مسلحو ميليشيا "حركة نور الدين الزنكي" الذين ارتكبوا جريمة ذبح مروعة، أثارت الرأي العام المحلي والعالمي، بحق الطفل الفلسطيني عبد الله عيسى في حي المشهد بحلب، طلقاء بخلاف ما ادعته الحركة في بيان لها أنها اعتقلتهم بهدف محاكمتهم.
وفي المعلومات التي حصلت عليها "الوطن" السورية من مصادر متطابقة أهلية وإعلامية مقربة من "الزنكي" فقد طلب من المسلحين الذين ذبحوا العيسى وظهروا في شريط الفيديو بث على وسائل التواصل الاجتماعي الأربعاء الماضي، وهم عمر سلخو ومحمد معيوف ومتين النحلاوي، الاختباء في أحد مقرات الحركة لصرف الانتباه عنهم وتخفيف احتقان الأهالي ضد الجريمة المقززة وأنهم لم يودعوا السجن أبداً.
وأكدت المصادر أن الصور التي جرى نشرها وأظهرت النحلاوي، الذي ذبح الطفل، مقتولاً مفبركة، الهدف منها عدم محاكمته والحؤول دون تنفيذ العقوبة به وأن القصة تتلخص بأن زملاء له في "كتيبة النحلاوية"، التي تتخذ من حي بستان القصر مقرات لها وينحدر مسلحوها من قرية نحلة التابعة لأريحا بإدلب، حاولوا الوصول إليه حيث مقر الحركة في حي الأنصاري وجرى تبادل لإطلاق النار ادعت "الزنكي" أنه هجوم شنه مقاتلون من تنظيم "داعش" وقتل خلاله 3 منهم. وذهب ناشطون إلى أن صور مقتل النحلاوي حقيقية وأن الجيش العربي السوري من نفذ اغتياله بعملية نوعية لكن أي بيان رسمي لم يصدر بهذا الخصوص.
وحاولت "الزنكي"، التي تعدها واشنطن أهم وأكبر فصيل "معتدل" في حلب، تهدئة الرأي العام الساخط على فعلتها النكراء فكشفت عن بطاقة "أمر مهمة" من المخابرات الجوية تداولتها صفحات على "الفيسبوك" ادعت أن صاحب صورتها هو عبد الله عيسى الذي يبلغ من العمر 19 عاماً بموجبها، لكن ناشطين وضعوا حداً لـ"المهاترة" بنشر البطاقة ذاتها وعليها صورة أمير "داعش" البغدادي، ما يدل على أنها مزيفة وأن العيسى لا يتعدى عمره الـ12سنة.
إلى ذلك، أردفت "الزنكي" بيانها الأول باعتبار جريمة الذبح وقطع رأس الطفل "خطأ فردي" ببيان جديد أمس اعتبر ما حدث "جريمة حرب" سيحاسب مرتكبوها عليها بغية تبييض صورتها أمام داعميها وخصوصاً الحكومة التركية.
وفي السياق ذاته، أفرج فرع الأمن الجنائي بحلب أخيراً عن وثائق تكشف النقاب عن شخصية وماضي القائد العام ومؤسس ميليشيا "الزنكي" توفيق شهاب الدين (دارة عزة 1973) والمدان بجريمة شرف أزهق فيها عام 1999 روح أخته الأرملة والمعيلة لأسرتها وجرى القبض عليه بموجب مذكرة رقم 13/2001 وأوقف بمذكرة أخرى صادرة عن جنايات حلب بتاريخ 8 شباط 2001 ثم صدر بحقه حكم مخفف لثبوت قتله لأخته بدافع الشرف، وذلك عدا مذكرات إحضار تخصه لدى العديد من الفروع الأمنية والأحكام الصادرة عن محاكم مثل الذي صدر عن محكمة جنايات حلب عام 2000 مع أن لقب "الشيخ" تطلقه فصائل المعارضة المسلحة والدول الداعمة على شهاب الدين.