أشارت صحيفة "الرياض" إلى ان "قمة نواكشوط خرجت بالحد الأدنى من متطلبات العمل العربي المشترك، لم يصدر عنها قرار قابل للتنفيذ الفوري في قضايا مصيرية يحسم هذه الأزمة أو تلك، فالأزمات التي يعيشها الوطن العربي لا تسطيع قمة واحدة أن تصل بها إلى النهاية، ليس عدم قدرة أو تقاعساً إنما كون تلك الأزمات لم تعد عربية بشكل خالص بل أصبحت أزمات دولية عطفاً على امتداداتها وتفرعاتها، وهذا أمر واقع، لم تعد الأزمة في سوريا قابلة للحل العربي العربي، ولا الوضع في العراق ولا اليمن ولا ليبيا ولا حتى لبنان" لافتة إلى ان "القمم العربية ضرورة كونها تشهد توافقاً عربياً في إطار زمني محدد وهذا إنجاز في حد ذاته، ففي السابق لم يكن هناك جدول زمني ملزم لانعقاد القمة العربية، كانت الأحداث هي التي تفرض انعقاد القمم من عدمه، وكانت الخلافات العربية العربية تفرض نفسها بقوة على تلك القمم، فكم من قمة لم تعقد وكم من قمة أجلت أو أُلغيت، الآن الوضع أصبح أكثر تنظيماً عن ذي قبل وهذا إنجاز، لأنه حتى وإن كان هناك اختلاف في الرؤى والمواقف لازالت تنعقد القمة، وان ذلك ليس بمطمح في حد ذاته وإنما حد أدنى يجب القبول به في الظرف الراهن".
ولفتت إلى ان "المواطن العربي، وهو المعني الأول بالقمة ونتائجها، لم يعد يلقي بالاً لانعقاد القمة مستنداً إلى ذاكرة مليئة بالإحباط من تفعيل حقيقي للعمل العربي، لا يتابع ولا يهتم بل يذهب إلى أبعد من ذلك فيوجه الانتقادات ويحلل الأمور ويصل إلى النتائج التي يجزم أنها الحل أو الحلول الأمثل للوضع العربي، وينسى هذا المواطن العربي انه جزء من المشكلة وجزء من الحل، فنهضة الأمم إنما تقوم على عمل الشعوب وتفاعلها مع أحداث أمتها والانخراط في شؤونها والعمل على رقيها، المواطن العربي لا يفعل كثيراً من أجل أمته بل يريد أن يأخذ مع قلة العطاء أو انعدامه، ينتقد دون أن يقدم حلولاً واقعية من الممكن أن تساهم ولو بالنذر اليسير في حل مشاكل مجتمعه ومن ثم أمته"، مؤكدة ان "المواطن العربي له دور مهم في نهضة الأمة، بل هو محور نهضتها وخروجها من أزماتها كما هو حاصل في أمم أخرى تقدمت وبسطت نفوذها لأن مواطنيها أحسوا بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم فأخلصوا في أعمالهم وثابروا واجتهدوا حتى وصلت أممهم إلى ماهي عليه، والأمثلة على ذلك كثيرة والشواهد عليه جلية لا تحتاج إلى بحث أو تنقيب".
واعتبرت ان "نتائج القمم قد لا ترقى إلى مستوى الطموح، فنحن كعرب دائماً ما تفوق توقعاتنا واقعنا، وتصطدم أحلامنا بظروفنا، يجب أن نكون أكثر واقعية مما نحن عليه وأن نضع الأحلام جانباً كون الظرف الذي تمر به أمتنا أكثر من دقيق وأكثر من معقد وأكثر من خطير، يحتاج منا إلى جهد ممكن يساهم في عبور هذه المرحلة إلى بر أكثر أماناً مما نرى ونعيش في الوقت الراهن".