أكد وزير الطاقة والمياه ارتور نظاريان في كلمة له خلال " مؤتمر إدارة الطاقة لقطاع الصناعة في لبنان" الذي ينظّمه المشروع الوطني لكفاءة الطاقة والطاقة المتجدّدة لتعافي لبنان، انه "لمن دواعي سروري أن تتاح لي الفرصة للقاء وزير الصناعة حسين الحاج حسن لمرتين خلال فترة قصيرة، ليس لإعلان مواقف استهلاكية، بل لتبني مبادرات جديدة عبارة عن برامج ومشاريع منفّذة أو قيد التنفيذ في مجال الطاقة المتجددة"، مشيراً الى أنه "وبالحديث عن الصناعة، فإننا ورغم إجراءات توحيد التعرفة الكهربائية للقطاع الصناعي ورغم أن التعرفة مدعومة ولا تغطي سعر التكلفة حتى مع انخفاض السعر العالمي لبرميل النفط اليوم، لا تزال تكلفة الإمداد بالطاقة الكهربائية تشكل عبئاً على الانتاج الصناعي وتحدّ من القدرة التنافسية للقطاع الذي يعاني حالياً العديد من العوائق المرتبطة بمشكلات المنطقة".

ولفت نظاريان الى انه "بالمقابل، فإن كلفة الطاقة المتجددة آخذة بالتقلّص ومن المنتظر أن تستمر تكلفة إنتاج عناصرها في الانخفاض نتيجة التطوّر الكبير الحاصل في تقنياتها ونضوج هذه الصناعة على مستوى العالم عامة ولبنان تحديداً، فهل ننتقل في لبنان من مرحلة دمج الطاقة المتجددة في الصناعة الى مرحلة صناع الطاقة المتجددة؟ قد يبدو السؤال هنا بعيد المنال في المرحلة الحالية، لكن ذلك لا يعني استبعاد هذا التوجه المنطقي وضرورة لحظه في الخطة الوطنية للطاقة المتجددة التي تعمل وزارة الطاقة والمياه على إنضاجها حيث سيتم إعلانها خلال فعاليات منتدى بيروت الدولي السابع للطاقة في أيلول القادم".

وأشار الى أن الخطة الوطنية لكفاءة الطاقة للأعوام 2016-2020 قد أفردت محوراً خاصاً للقطاع الصناعي، حيث قام خبراء المركز اللبناني لحفظ الطاقة في وزارة الطاقة والمياه بتحليل هذا المحور بالتعاون مع المديرية العامة لوزارة الصناعة ومعهد البحوث الصناعية ومؤسسة المقاييس والمواصفات ليبنور، ليكون عملاً تكاملياً يؤسس لأطر التعاون ويرسم آليات تنفيذية واضحة ومرنة للحدّ من الهدر الطاقوي وتبني الحلول والتوصيات المقترحة"، لافتاً الى أنه "لا بدّ من التنويه أيضاً بأن خطة وطنية تحتاج الى موازنة مالية لكي ترى النور، ولما كانت موازنة الدولة اللبنانية محدودة ومعظم نفقاتها استهلاكية، فإننا نغتنم الفرصة اليوم بوجود ممثلي المنظمات الدولية الفاعلة لنجدّد الدعوة بأن تلحظ في سياساتها وبرامجها موضوعات الطاقة المستدامة وبالتالي دعم الحكومة اللبنانية في تحقيق أهدافها للعام 2020 انسجاماً مع كل مقررات وتوصيات المؤتمرات الدولية وآخرها قمة باريس العام الماضي".

وأكد نظاريان "اننا نقدّر عالياً الجهود البناءة التي يقوم بها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان ومنها هذا المؤتمر الجامع اليوم والذي اعد له مشروع سيدرو"، معرباً عن شكره للاتحاد الأوروبي على الدعم الكبير الذي يقدمه لموضوعات الطاقة المتجددة"، آملاً ان "يستمر هذا الدعم ليساهم في تشكيل إطار موحد لسياسات كانت مبعثرة واليوم نرى انها اصبحت منظمة في قالب مؤسساتي يراعي الطموحات النظيفة".