أشارت صحيفة "الرياض" إلى ان "موجة الإرهاب التي توالت ولم تتوقف جعلت من دول العالم خاصة في آسيا وأفريقيا وأوروبا تحديداً، وبقية قارات العالم تعيش حالة من الرعب والارتياب غير مسبوقة، فمعظم الحوادث التي وقعت قام بها أفراد غير معروفين للجهات الأمنية، إذا استثنينا الجماعات الإرهابية كما يحدث في أفريقيا، يقومون بأعمال قد لا تُحدث اضرارا كبيرة بحجم عملية انتحارية بسيارة مفخخة او شخص مفخخ كما حدث في مناسبات سابقة، ولكن تأثير تلك الاضرار لايقل ابدا عن الاعمال الاخرى وإن كانت كلها تنضوي تحت الفكر الإرهابي الذي يريد إحداث ضرر معنوي بحجم الضرر المادي، كما يريد ان يدق إسفيناً بين الشرق والغرب يدخل من خلال الفجوة التي أحدث"، لافتة إلى ان "الإرهاب الذي ضرب عدة مدن أوروبية وأطلق تحذيرات جعلت الناس يعيشون حالة رعب وشكّ في كل ما حولهم، لا احد يدري اين الوجهة المقبلة لعملية إرهابية اخرى قد تحدث، ولا احد يعلم إن كان هناك ضحية عشوائية لعمل إرهابي تجرد من كل القيم".
واعتبرت ان "الفكر الإرهابي، سواء أكان منسوبا الى داعش ام غيرها من المنظمات الراعية للإرهاب، يهدف الى إيجاد نوع من البلبلة وتشتيت الفكر والمجهود، وبالطبع إيقاع ضحايا حتى يكون الوقع الاعلامي أبلغ ، وحتى تصبح المجتمعات في حالة من الارباك والريبة تجاه كل ما هو غريب عنها، او حتى غير غريب كما حدث في نيس الفرنسية او انسباخ الالمانية". وأضافت "إن الفكر الإرهابي تحول من المواجهات المباشرة الى العمليات الفردية، وهذا التحول جذب انتباه الاجهزة الامنية وإن كانت لا تستطيع منع وقوع العمل الإرهابي بقدر ما تكثف من العمل الاستخباري الذي من الممكن ان يمنع وقوع العمل، اي تنتقل من رد الفعل الى الفعل، وهذا يتطلب جهداً غير عادي، وعملاً دؤوباً دقيقاً في توجهاته ومعلوماته، مع عدم انتهاك الحريات الفردية او الجماعية، وهي عملية ليست بالسهولة التي نعتقد بل هي معقدة ويتداخل فيها عمل أجهزة متعددة تحاول كلها الوصول الى المعلومة التي تحدد الاشخاص والامكنة والأزمنة".
كما رأت الصحيفة ان "حالة الرعب والارتياب التي عاشتها اوروبا خلال الفترة الماضية وما زالت تعيشها بالتأكيد سيكون لها انعكاسات سلبية على الجاليات العربية والاسلامية هناك، ستكون الأعين عليهم، ومن الممكن التضييق عليهم دون أن يكون لجلّهم علاقات مباشرة او غير مباشرة بالاعمال الإرهابية، ولكن تواجدهم في المجتمعات الاوروبية في هذا الظرف تحديداً سيعود عليهم بالضرر، وبالتأكيد هذا الضرر سيشمل اللاجئين الذين تم استغلال بعضهم او استغلال وضعهم للقيام بالعمليات الإرهابية"، مشددة على ان "بقاء الأزمات دون حلول تنهيها نهاية جذرية سيجعل العالم يعيش في ذاك الرعب وهذا الارتياب".