يترقب العالم بكثير من الحذر نتائج معركة حلب السورية التي تعدّ حاسمة لما سيكون لها من تأثير وانعكاسات على الوضع على الساحة السورية بشكل عام. في هذه المعركة تدخل العديد من العوامل أبرزها التدخل التركي في الحرب الدائرة بسوريا منذ بداياتها، ولكن الأمر المختلف اليوم هو محاولة الإنقلاب التي حدثت في تركيا مؤخراً وباءت بالفشل، ليبقى السؤال: "ما هو الأثر الذي ستتركه هذه المحاولة على الدور التركي في سوريا؟!"
"معركة حلب قاسية وأساسية في تحوّل الوضع السوري". هكذا يصفها المحلل السوري بسام أبو عبد الله، لافتاً الى أن "هذه تقديرات أبرز الخبراء الغربيين كما وتقديرات الولايات المتحدة الأميركية التي تعوّل على هذه المعركة كثيراً"، ومؤكداً أن "لنتائج معركة حلب تأثيراً كبيراً على الشمال الغربي في سوريا خصوصاً وأن أميركا تركّز على إستنزاف هذه الجبهة"، ومشدداً في نفس الوقت على أن "الولايات المتحدة ستحاول إيقاف الهجمات على أحياء حلب بعدّة طرق ومنها الحديث عن تأمين ممرات إنسانية وغيرها".
وإذا تحدّثنا عن الوضع السوري وعن معركة حلب لا يمكن إستثناء الدور التركي منه وتأثير محاولة الانقلاب على معركة حلب. هنا يشير أبو عبد الله عبر "النشرة" أن "لمحاولة الانقلاب تلك تأثيراً مباشراً على الدور التركي في سوريا، إذ بحسب المعلومات فإن تركيا سحبت ضباط إستخباراتها الموجودين في غرف العمليات في الأردن والذين يتدخلون بالمعارك السورية ويقومون بالتنسيق مع الإرهابيين"، مشيراً الى أن "الحكومة التركية هي التي تجري التحقيقات مع هؤلاء بسبب الإختلاط بين المحسوبين على المعارض فتح الله غولن وعلى الحكومة التركية".
بدوره، يرى المحلل التركي فراس البيبلي عبر "النشرة" أن "محاولة الانقلاب التركي التي باءت بالفشل سيكون لها تأثير على الأوضاع بسوريا"، ومشيراً في نفس الوقت الى أنه "وبنتيجتها فإن المعارضة السورية ستستعيد السيطرة على الكثير من المناطق التي خسرتها"، معتبراً أنه "بالامكان أن تزيد تركيا من دعمها للمعارضة السورية كنتيجة أو كردة فعل على محاولة الانقلاب التي حصلت"، ومضيفاً: "في البداية كانت تركيا تمدّ المعارضة بالمعنويات أما اليوم فأظنّ بأنها ستذهب أبعد من ذلك".
في المحصلة يرى أبو عبد الله أن "مزاج الناس بدأ يتغيّر في سوريا وبدأوا يدركون أن لا حلّ إلا عبر الدولة السورية"، لافتاً الى أننا "نرى العديد من المسلحين يستسلمون خصوصاً بعد مرسوم العفو العام الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد"، ومؤكداً أن "هذه الأعداد ستتزايد يوماً بعد آخر". أما فراس البيبلي فيدعو الى التمعّن في دلالات زيارة الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان الى روسيا ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولما لهذه الزيارة من تأثير اقليمياً وسورياً، ولافتاً الى أن "هذا اللقاء رسالة مهمة للعالم خصوصاً وأن تقوية التقارب التركي – الروسي قد يحمل في مضمونه رسالة مهمة الى أوروبا وأميركا".
طبعاً تعتبر نتائج معركة حلب ميزانًا أساساً لبقاء وتقوية النظام السوري والأكيد أن للعامل التركي تأثيراً في هذه المعركة، فهل تزيد تركيا من دعمها للمعارضة؟!