أكدت مصادر المتحاورين لصحيفة "المستقبل"، أن رئيس مجلس النواب نبيه بري استهل الجلسة بتأكيد إعطاء الأولوية عند تطبيق ما يتم التوصل إليه في الحوار لانتخاب رئيس للجمهورية، داعياً في هذا السياق إلى الخوض في بحث مسألة تشكيل مجلس الشيوخ باعتبارها مسألة متلازمة مع النقاش الجاري حول ماهية قانون الانتخاب الجديد المزمع إقراره، من منطلق كونه مرتبطاً بضمان قاعدة المناصفة الوطنية وحفظ حقوق الطوائف والمذاهب في هيكلية الدولة، مع إشارته إلى وجود أكثر من مشروع لقانون الانتخابات النيابية العتيد وعدة مشاريع لقانون اللامركزية الإدارية تم توزيعها على المتحاورين لدراستها.

وأشارت المصادر الى أن رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب ​سامي الجميل​ ووزير الإتصالات ​بطرس حرب​ طالبا بضرورة إرجاء تطبيق أي من الإصلاحات الدستورية إلى ما بعد انتخاب رئيس للجمهورية لحفظ حقه في رد القوانين وإبداء الرأي فيها كما ينص الدستور، وبدوره لفت بري إلى أنّ ما يطرحه هو بمثابة عملية تمهيدية يُصار خلالها إلى محاولة التوصل لتوافقات سياسية حول البنود المطروحة كقانون الانتخاب ومجلس الشيوخ على أن يكون تطبيق ما يتم التوافق عليه بعد انتخاب الرئيس.

وأوضحت المصادر انه، بينما أثنى عدد من أقطاب الحوار على طرح بري واعتبروه خطوة إيجابية، سارع ممثل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، وزير الخارجية ​جبران باسيل​، إلى الخروج عن الصمت الذي التزمه حيال هذا النقاش، مؤكداً أنه "كي لا يُفهم صمتنا خطأ فإنني أود إبداء عدم موافقتي على ما طُرح"، موضحاً أنه "في ما يتعلق بمسألة تعطيل النصاب في جلسات انتخاب الرئيس، نحن نعتبر أنّ التعطيل حق دستوري وسنبقى نعطّل حتى نحصل على ما نريد"، لافتاً الى "اننا مستمرون في التعطيل طالما أنّ "حزب الله" والأكثرية المسيحية معنا وسنظل متمسكين بحقنا كمسيحيين في انتخاب الرئيس وإلا فإنّ المناصفة الحالية تكون مجرد كذبة".

وأكدت أنه "في حين أعرب رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد عن تأييد "حزب الله" المطلق لكلام باسيل عن أحقية فريقه السياسي بالتعطيل والامتناع عن تأمين النصاب القانوني اللازم لانتخاب رئيس للجمهورية، عاود باسيل التشديد على ضرورة امتثال المكونات الوطنية للمعيار الذي يطرحه "التيار الوطني الحر" إزاء الاستحقاق الرئاسي لناحية انتخاب عون رئيساً وإلا إجراء استفتاء شعبي أو استطلاع رأي لحسم الحظوظ الرئاسية، الأمر الذي بادر رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية إلى التعليق عليه بإبداء استعداده للموافقة على انتخاب رئيس للجمهورية "مباشرة من الشعب لمرة واحدة".

من جهته، علّق حرب على طرح الاستفتاء الرئاسي بالإشارة إلى عدم وجود أي مادة تنص على مثل هذا الطرح في الدستور، بينما توجّه الجميل إلى باسيل معتبراً أن "ما تقوله يعني "يا عون يا ما في دولة" وبذلك أنت تتعدى على حريتي الشخصية في اختيار الرئيس".