نعيم عباس لن يستكين قبل نقله من «سجن الريحانية» كما حصل مع اترابه الشيخ احمد الاسير الذي نقل الى سجن رومية بعد ان كان مقرراً نقله الى سجن اميون ولكن الوجهة تغيرت بناء على معطيات لدى فرع المعلومات وكذلك الوزير السابق ميشال سماحة الذي تم تغييره خلال الجلسة الاخيرة الذي مثل فيها الشيخ الاسير امام المحكمة العسكرية الدائمة بانه يأكل «البيتزا».
طموح نعيم عباس بسيط نقله الى روميه مع صديقه في الجهاد جمال دفتردار لكي «يقبل» السير في الجلسات، لكن رئيس المحكمة العميد الركن الطيار الذي لديه باع طويل في التعامل مع اخطر الارهابيين واصحاب «الفكر التفخيخي» نفد صبره من الحجج التي كان يبتدعها «ابو اسماعيل» الذي رغم مسيرته الطويلة التي ولجها في عمر الينعان من عالم المقاومة الى عالم الارهاب «التفخيخي» بعد ان تتلمذ على يد توفيق طه وتفوق عليه واصبح يتنقل من تنظيم الى آخر علّه يجد ضالته التي لم يكشف اللثام عنها كونه هو لم يعد يعرف ما هي اهدافه فهو بدأ مع «حركة فتح» واكتشف فيما بعد وفق ما افاد في احدى المرات زيف شعاراتها ومن ثم انتقل الى جماعة «عصبة الانصار» وبعدها «كتائب عبدالله عزام» ومن ثم تعاون مع الاضدادين في الاستراتيجية وفي التكفير «النصرة» و«داعش» وكان قد سبق له ان ترافق مع مساعد الزرقاوي احمد قبلان.
انطلاقاً من كل ما ورد يبدو ان عباس يحاول كسب الوقت لربما قام احد من التنظيمات الارهابية التي عمل معها بتبنيه ليخرجه من «الريحانية» الى عالم آخر يعيد فيه تفجير مواهبه.
لكن يبدو ان التغييرات التي تحصل ضمن هذه التنظيمات لناحية الهيكلية وآخرها فك الارتباط بين «النصرة» و«القاعدة» ومحاولة الانقلاب في تركيا والاتفاق الروسي الاميركي لضم «النصرة» الى لائحة التنظيمات الارهابية جعل ملف نعيم في اسفل سلم الاولويات كون «الاستراتيجيات القتالية» لم تعد تعتمد على تفخيخ السيارات التي اصبحت لزوم ما لا يلزم.
البارحة زاد منسوب التمرد لدى عباس لكن العميد ابراهيم كان له بالمرصاد، وتعامل معه بجرم شديد لا سيما وان القضية التي يحاكم فيها تضم عدداً كبيراً من الموقوفين الذين يصابون بالخيبة كل مرة يساقون فيها الى المحكمة لان حجر العثرة ما زال قائما، عدم رغبة عباس في السير بجلسات المحاكمة، كما ان جومانة حميد التي اطلق سراحها بصفة التبادل لم تحضر الى المحكمة.
نعيم عباس الذي كان قد اعطى المحامي طارق شندب حق الدفاع عنه استطاع ان يخرجه من الشباك عدة مرات بتغيبه عن اكثرية الجلسات في حين حضر عددا منها لكنه كان يتقدم اما بدفوع شكلية، او الاستمهال للاطلاع على الملفات.
وبعد ضغوطات ورسائل وجهت الى نقابة محامي الشمال بالنسبة لعرقلة شندب سير العدالة حصل العزل، وعلى اثرها احضر عباس فما كان من العميد ابراهيم الا ان أوكل المحامية فايا شديد وفيما بعد يبدو انه راق لعباس الامر فأوكلها رسمياً وبعد مرور عدة اشهر نفدت جيوبه من الالاعيب فقام بعزلها وهي كانت تخبئ في جيبها ايضاً الاعتزال هذا الامر لم يمر مرور الكرام لدى العميد ابراهيم الذي توجه اليه بالقول عند مثوله امام القوس نعيم افندي هل عينت محام ام لا؟ فكانت اجابة المذكور انا نعيم عباس ولست «أفندي»، الا ان هذا الامر اثارغضب العميد الذي قال له ليس مهماً من تكون نعيم افندي نعيم عباس، انك تماطل وتناور لتأخير الجلسات وقد غيرت 4 محامين وآخرهم المحامية شديد دون اي سبب.
وهنا عاد عباس ليؤكد انه لن يسير في المحاكمة قبل نقله من «الريحانية» مع جمال دفتردار، فرد عليه العميد ابراهيم اهتم بشؤونك ولا تتوكل عن الاخرين. وقد رفع نعيم رأسه متوجهاً الى العميد انا اريدها ان تسير كما انا اريد ولن ارضى بأن يسيّرني احد فما كان من العميد الا ان عاجله بضربة قاسية بقوله «انت كل مرة تعزل وتوكل لغايات نحن نعرفها وسيبقى الموقوفون معك في الملف نفسه داخل القضبان ومصيرهم بين يديك ولن اوقع اي اخلاء سبيل لموقوف تشاركه الملف ولن يكون هناك فصل.
وفي الختام وجه العميد كلامه الى المحامين قائلاً اخبروا المحامية زينة المصري (الذي اوكلها منذ اسبوع وفق ما قال لكنه لم يتفق معها الى الآن على شيء كونه لم يجتمع بها) اذا كانت تقبل التوكل عن شخص يريد ان يديرها كما يريد ويماطل في الجلسات وقد ارجئت الجلسة الى 24/10/2016 .