استهجن نائب رئيس تيار "المستقبل" أنطوان اندراوس انصراف أعضاء هيئة الحوار الوطني في جلسة يوم أمس الأربعاء للنقاش بموضوع مجلس الشيوخ، وبالتالي القفز فوق كل الملفات الملحة وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية، معتبرا انّهم اثبتوا أنّهم يبحثون عما يتحدثون به بعدما اقتنعوا بعدم جدوى مناقشاتهم الأخرى وقدرتهم على احداث أي خرق في جدار الأزمات المتفاقمة.
ورأى اندراوس في حديث لـ"النشرة" أنّه شخصيا لا يرى أي فائدة من استمرار طاولة الحوار، "طالما الملف الرئاسي عالق لدى حزب الله الذي يكتفي بمشاهدة حليفيه رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية يتقاتلان على كرسي الرئاسي، وهو لا يبذل أي جهد يُذكر لانهاء الخلاف الحاصل".
أمر معيب
وتساءل اندراوس "كيف ترانا نقر انشاء مجلس شيوخ بغياب رأس الهرم؟"، معتبرا ان مجرد طرح الموضوع للنقاش في الظروف الراهنة، "أمر معيب".
وشدّد على ان طاولة الحوار ليست في موقع يسمح لها أصلا بالبت بموضوع مماثل، معتبرا أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري قام ويقوم بكثير من الجهود لانتخاب رئيس للبلاد، وبالتالي لا يجب تحميله على الاطلاق مسؤولية فشل الحوار.
وردا على سؤال حول المعطيات التي استند اليها وزير الداخلية نهاد المشنوق للجزم بأنّه سيكون هناك رئيس للبنان قبل نهاية العام الجاري، رجّح اندراوس أن يكون المشنوق بنى موقفه على تحليلات وربطها بموعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، مستبعدا تماما أن تكون لديه معلومات لا يمتلكها أحد سواه. واضاف: "لا زلنا نتعاطى مع الامور كما لو كان لبنان محور هذا العالم وأهم بلد فيه، وكما لو أن أميركا يعنيها كثيرا ما نحن به!"
ميليشيا ايرانية؟
وانتقد اندراوس بشدة خروج حزب الله لتحميل تيار "المستقبل" والمملكة العربية السعودية مسؤولية الفراغ الرئاسي المتمادي، مشددا على أن "دعوة الحزب لتلقف ترشيح عون وانتخابه انما يجعل العملية ككل عملية تعيين لا تمت بصلة للانتخابات النيابية".
وذكّر اندراوس بأن "الرياض لطالما شددت على ان الملف الرئاسي ملف داخلي لبناني لا تتدخل به، بخلاف طهران التي تمنع الميليشيا التابعة لها من النزول الى البرلمان وتأمين النصاب الذي يسمح بانتخاب رئيس"، على حدّ تعبيره.
ونفى أن يكون هناك تياران داخل تيار "المستقبل" أحدهما يؤيد السير بترشيح العماد عون، مشددا على أن لا أحد في "المستقبل" يسير بهذا الطرح. واضاف: "نحن لا يمكن ان نسير بالطرح الذي يقول بتأييد عون لاحراج حزب الله، لأننا نعي تماما أن الحزب لن يتوانى عن انتخابه، بخلاف ما يشيعه البعض عن أنّه سيجد مبررا جديدا للابقاء على الوضع الحالي"، لافتا الى أن المشكلة التي ستقع بعد انتخاب عون هي الاخطر باعتبار ان الحزب لن يقبل بتسمية رئيس تيار المستقبل سعد الحريري أو أي شخصية أخرى من "المستقبل" لرئاسة الحكومة.