عقد مجلس المفتين في لبنان اجتماعه الدوري في دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وتم البحث في عدد من الشؤون الاسلامية والوقفية والوطنية.
وشدد المجلس في بيان صدر بعد الاجتماع على "ضرورة تعزيز عمل المؤسسات الدينية الدعوية والتربوية والاعلامية لرفع راية سماحة الاسلام ونبذ التطرف والغلو"، معربا عن استنكاره لـ"الجرائم الارهابية التي ترتكب باسم الاسلام، وبصورة خاصة الجريمة الأخيرة التي استهدفت راعي الكنيسة الكاثوليكية في مدينة رووين في شمال فرنسا".
كما أثنى على "موقف المسلمين الفرنسيين الذين أجمعوا على ادانة تلك الجريمة الوحشية ومن قبلها الجريمة التي ارتكبت في مدنية نيس، والجرائم التي ترتكب بحق المدنيين الابرياء كافة، ومشاركتهم الشعب الفرنسي الصديق في آلامه ومصابه"، مشيدا بـ"الموقف الذي أعلنه البابا فرنسيس، والذي أكد فيه انه لا يوجد ارهاب اسلامي، ولكن يوجد ارهابيون في كل دين وفي كل مجتمع".
ودعا المجلس المجتمع الدولي، وكذلك المجتمع الاسلامي والعربي الى "التحرك الجدي لوقف مسلسل الجرائم المتمادية التي ترتكب كل يوم في سوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال، والتي تؤدي الى سقوط المئات من الضحايا والى تدمير البيوت والممتلكات وتشريد عشرات الآلاف من المدنيين الآمنين، خاصة وان استمرار هذه المآسي المفجعة يستغل لتبرير ردود أفعال لا تقل عن الفعل الاصلي ارهاباً ووحشية وتجاوزاً للشرائع الدينية وللمواثيق الدولية"، مدينا "موجات الكراهية والتحريض ضد المسلمين عامة التي يطلقها بعض الحركات السياسية والحزبية في الولايات المتحدة وكذلك في أوروبة".
من جهة أخرى، رأى المجلس ان جلسات الحوار التي عقدت على مدى ثلاثة ايام ابدت ارتياحا لدى اللبنانيين في الشكل، وعلى امل ان ينتج عنها اتفاق بين المتحاورين اولا انتخاب رئيس للجمهورية لان الوطن لا يتحمل المزيد من الفراغ والفوضى المستشرية في مؤسسات الدولة"، مناشدا القيادات السياسية والوطنية اللبنانية المبادرة الى "انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليكون رمزاً لوحدة لبنان المتعدد في أديانه ومذاهب أبنائه، وليكون في الوقت ذاته رسالة الى القريب والبعيد وقدوة حسنة باحترام التعدد والالتزام بأخلاقياته الانسانية".
كما وجه مجلس المفتين تحية تقدير وثناء للجيش اللبناني في عيد تأسيسه، مشيداً بالدور الذي يقوم به وبالتضحيات التي يقدمها دفاعاً عن أمن لبنان وسلامته وسيادته.