لا يمكن أن تمرّ ​ذكرى 7 آب​ في ذهن العونيين مرور الكرام، فهي ذكرى بداية الإنتفاضة والثورة على المحتلّ والإعتقال، وهو ما يعتبره ناشطو التيار اليوم وسامًا على صدورهم في زمن لم يكن يستطيع فيه أحد الوقوف في وجه من اعتبروا أنفسهم أوصياء على البلد، كذلك هي حال شباب "​القوات اللبنانية​" الذين ضُربوا واعتقلوا في حينها.

طالت حملة الاعتقالات في 7 آب عونيين كثر، هم من تمردوا ورفضوا التوقيع على تسليم مفتاح هذا البلد لغريب، وأنطون سعيد واحد منهم هو الذي كان لا يزال طالباً في كلية الهندسة، يتحدّث عن ذاك اليوم بكثير من الفخر ويقول: "كان العماد ميشال عون يردّد على مسامعنا أن النزول على الأرض والتعبير في الشارع هدفه الحفاظ على وجودنا في هذا البلد، ولهذا السبب نحن أبناء الشارع الذين ولدوا من رحم النضال"، مشدداً على أنه "وفي 7 آب اعتصمنا أمام المجلس العدلي وتمت ملاحقتنا وضربنا واعتقلنا ورغم ذلك أكملنا المسيرة". ويؤكّد أنه "وفي حينها كنّا مجموعة شباب متحمّسين وكانت مطالبتنا تقتصر على السيادة والحرية والاستقلال".

جوّ القوات لم يكن بعيدا عن 7 آب، يومها كان مسؤول مصلحة طلاب القوات ​سلمان سماحة​ متوجّهاً الى مكتب الطلاب في انطلياس للقاء مجموعة من الناشطين كانوا يخضعون لدورات تثقيفية، ويشير الى أنه "أثناء مروره بجل الديب رأى فوج المكافحة في الجيش يُداهم مكتب "التيار الوطني الحر" في جل الديب فاتصل بأصدقاء عونيين له وكانت جميع أجهزتهم مقفلة"، ويلفت الى أنه "تابع طريقه متيقناً من أنها حملة إعتقالات ستطال مختلف الشباب، وحين وصل الى مكتب القوات في انطلياس رأى أن فوج المكافحة يطوّقه أيضاً، حينها عرّفت عن نفسي بأني المسؤول عن هؤلاء الشباب وتم اعتقالي حينها". ويضيف: "تم الإفراج عن الشبّان المعتقلين خلال أيّام إلا أنا وزميلي حينها النائب الحالي ايلي كيروز فقد بقينا معتقلين مدّة أربعة أشهر ليتم الإفراج عنا بعدها".

"7 آب كان محطّة في مسيرة بدأت من 13 تشرين الأوّل 1990 وحتى 23 نيسان 2005 تاريخ جلاء الجيش السوري عن لبنان". هذا ما يؤكده سماحة، لافتاً الى أن "المصالحة المسيحية بدأناها نحن في عامي 1994-1995 واستكملت اليوم بلمّ الشمل بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية".

يستعيد العونيون كما والقواتيون ذكرى 7 آب بكلّ فخر وبكثير من الحماسة، يومها كانت البداية التي أدّت الى خروج جيش الاحتلال السوري من لبنان وعودة العماد ميشال عون من المنفى وخروج رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من السجن. هذه الحالة التي قاتلت الجيش السوري انتقلت اليوم الى مرحلة بناء الاحزاب المنظمة وأحد أعمدتها الأساسية 7 آب!