7 آب ليس تاريخًا لمعركة أو ذكرى لانتصار. 7 اب ليس مجرد عبارة يرددها بعض الساسة على مسامعنا و حتى بعض من كان شريكاً في السلطة بحينها، ليستغلها اليوم بعد ان غسل يديه منها.
7 آب هو اليوم الذي وصلت الثورة الى ذروتها بعد مسار تصاعدي بدأ عام 1991 واستمر لاكثر من 10 سنوات لم يتعب فيها المناضل او يكل عن المطالبة بالحرية والسيادة والاستقلال، وتحمّل فيها السجن والتعذيب والضرب والارهاب النفسي.
10 سنوات وهذه الثورة ككرة الثلج تتكاثر وتكبر.. فمن مجموعة صغيرة توزع المناشير و تكتب عبارات منددة بالاحتلال الى حالة ضاقت بها ساحات التظاهرات.
ومع تنامي تلك الحالة الثائرة، اتُخذ القرار باستئصالها بعد ان شعروا بتهديدها وعجزوا عن ايقافها، فأتى ذلك اليوم الذي حصلت فيه اكبر عملية اعتقال حين حاصرت يومها القوى الامنية مكاتب "التيار الوطني الحر" ظناً منها انها ستقضي على تلك الظاهرة اذا القت القبض على قادة تلك الحالة.
وأتى التاسع من آب ليقضي على هذه الخطة وليؤكد أن ما قبل 7 آب لن يكون كما بعده، وليس هذا فقط، بل ليكسر "التابو" المسمى بـ"المنظومة الامنية" المكونة من النظام المخابراتي السوري- اللبناني. لكن وبدل ان يرهبوا الشعب، حوّلوا المناضل بطلاً بعد ان كان في نظر الكثيرين يضيع وقته طالما لا قدرة على احداث التغيير المنشود.
7 آب هو يوم المناضل. نعم، يوم المناضل حصراً. هو يوم أُسقطت المحظورات. يوم تمرد الحر على الجلاد وانتصر المظلوم على الظالم. يوم صرخ الثائر بوجه المحتل. يوم باتت الدولة متهمة. يوم كُسر الصمت وازيل الخوف. انه يوم المناضل.
7 أب يوم المناضل حصراً. هو اليوم الأحب على قلوب المناضلين. اليوم الذي تجسد فيه النضال في ساحات الحرية. هو لا شك لا يشبه 14 أذار و لا حتى 13 تشرين، فتلك المرحلة كانت تجمع الجيش والشعب او ما يُسمى "الحالة العونية". اما 7 اب فهو يوم المناضل حصراً. انه يوم يجسد مرحلة نضال التي بدأت عام 1991 وانتهت في السابع من ايار 2005 بعد عودة رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون من المنفى، لتبدأ معه مرحلة سياسية جديدة في حياة العونيين مرحلة نفوذ وقوى انتخابية، مرحلة لا مكان فيها للمناضلين بل لشعراء البلاط و"الزقيفة".
ولكن سيبقى 7 آب ارفع وسام علق على صدورنا. كل 7 اب و كل مناضل بخير.
* ناشط سابق في "التيار الوطني الحر"