رأى عضو اللقاء الديمقراطي النائب فؤاد السعد أن الحوارات والخلوات أثبتت عدم جدواها في إيجاد الحلول المرجوة، وعدم قدرتها حتى على خلق مساحة مشتركة بين الفرقاء اللبنانيين، وذلك بسبب تداخل العوامل الإقليمية بالنزاعات الداخلية من جهة، وبسبب تبدية البعض شؤونهم الشخصية والحزبية والمذهبية على الشأن الوطني العام والجامع من جهة ثانية، معتبرا بالتالي أن فشل الفرقاء اللبنانيين في التوصل الى تفاهمات حول مجمل الملفات الخلافية، يضعهم أمام خياران لا ثالث لهما، إما الإسراع بانتخاب رئيس لانقاذ ما تبقى من الكيان والنظام، وإما ترك البلاد تسقط في الهاوية حيث سيلعنهم التاريخ ويكتب أسماءهم على صفحاته السوداء.
ولفت السعد في بيان الى أن البلاد بأمسّ حاجة اليوم الى قامات وطنية شامخة لإنقاذها من الإنهيار والعودة بها الى الجذور، الى حيث وصاية الدستور والقوانين وحكم المؤسسات، خصوصا بعد أن أدت مجموعة المتحاصصين والمقترعين على ثوب الوطن، قسطها للعلى في تفكيك اللحمة الوطنية وتفريق اللبنانيين الى جماعات متناحرة ومصطفة إما وراء مشاريع إقليميةوخطاب تخويني، وإما وراء أحلام رئاسية وأطماع سلطوية، معتبرا بمعنى آخر أن لبنان واقعوللأسف بين مطرقة من يريد دولة داعمة ومؤيدة لطموحاته ومشاريعه الإقليمية، وسندان من يريد تفصيلثوب رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش وكل مفارق السلطة على مقاسه، أيدولة لرجل وليس رجل لدولة.
واشار السعد الى أن اقتراح انشاء مجلس للشيوخ أتى في غير زمانه الصحيح، وهو كمن يضع العربة أمام الحصان لأن الإتفاق يقضي أولا بانتخاب مجلس نيابي من خارج القيد الطائفي ومن ثم انشاء مجلس الشيوخ، ناهيك عن أنه يتعدى على صلاحيات رئيس الجمهورية الذي يترأس الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، متسائلا هل كان ينقص لبنان واللبنانيين ملفا خلافيا وسجاليا جديدا كي تتحول العناويين الحوارية بقدرة قادر من البحث بغياب رأس الدولة أو بتغييبهبصورة أدق، الى البحث بانشاء مجلس الشيوخ؟ وهل أصبحت رئاسة الجمهورية موقعا ثانويا كي تستبعد عن الإشراف على هذه التحولات التاريخية في نظام الدولة؟"عودوا الى رشدكم وكفى مسخرة ومهزلة، وكفى تعطيلا منظما ومبرمجا لموقع الرئاسة.