لو كان القرار الرئاسي بيد الرئيس سعد الحريري وحده دون تدخلات خارجية لكانت قوى 8 آذار اول المهللين «بجس النبض» الذي طرحه على كتلته حول امكانية تبني ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
ولكن وبما ان هذا الملف لا يرتبط بالنيات والتمنيات انما بالافعال فإن هذه القوى غير مكترثة بتاتا بما نسب للرئيس الحريري وتتصرف على اساس ان هذا الملف «عاد الى المربع صفر بعد ما سربت مصادر دبلوماسية معلومات مفادها عدم استعداد السعودية وايران للتفاهم حاليا على الملف اللبناني».
وفقا لهذه القوى فان الاشارة الواضحة لترجمة هذه المعلومات جاءت من رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية الذي اعلن صراحة من منبر عين التينة «عدم امكانية مونة أحد لا الاصدقاء ولا الخصوم عليه لسحب ترشيحه».
وفقا للمعلومات ذاتها ، فان جهات دولية طلبت من الفرنسيين عدم التدخل مجددا في الملف اللبناني الرئاسي تحت حجة ارتباط هذا الملف تحديدا بمجريات الحل السوري الذي تتولاه اميركا من جهة وروسيا من جهة اخرى بتفويض مباشر من حلفائها.
وعلى هذا الاساس ، اكدت مصادر قيادية في قوى 8 آذار بان الامور المتعلقة بالرئاسة «عادت للوراء» بعد فورة التفاؤل التي كنا اول من تبناها وفقا لمعطيات خارجية ايجابية وصلت الى مسامعنا.
واضافت المصادر بان كل القوى اللبنانية تنتظر حاليا مآل الامور في سوريا ، جازمة بان اي تواصل حول الملف الرئاسي تحديدا لا يحصل بين حزب الله وتيار المستقبل كما اشيع في الفترة الاخيرة على اعتبار انه ليس هناك استعداد اقليمي للبحث في الملف اللبناني معطوفا على عدم وجود اي تقارب في العلاقات «الايرانية- السعودية « لا من البوابة اليمنية ولا من البوابة السورية.
ولكن ماذا عن الحوار الوطني في عين التينة؟
في تقدير المصادر ذاتها، فان هذا الحوار مطلوب وطنيا ويحظى بغطاء اقليمي واسع على اعتبار انه يشكل البوابة التي سينطلق منها كل الافرقاء الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية واعادة تفعيل عمل المؤسسات. الا ان هذا لا يعني بان هناك دورا او قدرة للافرقاء المشاركين في طاولة الحوار في اتخاذ اي قرار اذا لم تنجح المفاوضات والاتصالات «العربية - الاقليمية - الدولية» حول سوريا. وبالتالي ، فان الحوار الحالي هو رمزي وشكلي بانتظار تبلور الصورة الاقليمية ، وحتى ذلك الحين فان الملف الرئاسي يحتاج الى «معجزة» غير متوفرة حاليا حتى يبصر النور.