يعدّ مزار سيّدة المنطرة من أهمّ المزارات الروحية في لبنان واليوم ستصل أصداء هذا المزار الى باقي أصقاع الأرض ليحاكي أذهان المؤمنين في العالم بعد وضعه على خارطة السياحة الدينية العالمية.
بحسب انجيل (مرقس / ومتى /- 29 ) فإن المسيح زار مصطحباً معه الرسل مدينتي صيدا وصور وهما من المدن الوثنية التي لا يمكن للنساء أن تدخلها، من هنا فإنه من المتوقع أن تكون العذراء مريم قد إنتظرت إبنها في بلدة مغدوشة وهي الأقرب الى صيدا وصور، حيث تم اكتشاف مغارة فيها ايقونة العذراء لتتحول بعدها الى مزار سيدة المنطرة وهذه التسمية نسبة الى العذراء التي إنتظرت إبنها يسوع في هذا المكان.
يقع المزار على تلّة ترتفع 150 مترا عن سطح البحر وتبعد 5 كلم جنوبي شرقي مدينة صيدا، وقد تم إكتشاف هذا المكان في العام 1721، بحسب ما يشير راعي أبرشية صيدا ودير القمر وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد عبر "النشرة"، لافتاً الى أنه "وفيما كان أحد الرعاة يسهر على قطيعه فوق هضبة مغدوشة، سقط جَدْيٌ في حفرة عميقة فحاول انقاذه ولكنه واجه صعوبة للوصول إليه وبعد عناء طويل، وجد في الموقع باباً ضيقاً فدخل منه ووصل إلى مكان رأى فيه رسمًا للعذراء داخل المغارة فما كان منه إلا أن أسرع وأخبر أهل البلدة وكاهن الرعية بما حصل"، مشدداً على أنه "تم بعدها التحقيق ليتبين أن هذه الأيقونة للعذراء تعود الى أولى فترات ظهور المسيحية"، مرجحاً أن "تكون مريم إنتظرت يسوع المسيح في تلك المغارة القريبة من صيدا حيث كانت تمر الطريق الرومانية المؤدية إلى المدينة".
بين عامي 1947 و1963 انطلق مشروع توسيع مزار سيدة المنطرة وقد استقدم تمثال برونزي للعذراء من ايطاليا يزن 6 طن ويرتفع 8 أمتار. وهنا يشير المطران حداد الى أن "حادثة كبيرة حصلت يومها مع سائق الشاحنة الذي كان يقلّ التمثال انتقل من الشاحنة الى قاعدته وحده"، لافتاً الى أن "مالك الرافعة أكد حصول هذا الأمر الّذي لم يحدث معه سابقاً".
بالعودة الى تاريخ المكان فإن المستشارة في أمور السياحة الدينية في وزارة السياحة نور فرّا أوضحت عبر "النشرة" أنه "وفي القرن التاسع عشر، أخذت أبرشية الروم الملكيين الكاثوليك على عاتقها إدارة وتنمية هذا المزار"، مشيرةً الى أنه "وبجانب المزار والبرج العالي بوشر، ومنذ سنوات، بإنشاء بازيليك تشكّل تحفة بهندستها وتصميمها"، لافتة إلى أن "المزار وضع على خريطة السياحة الدينية العالمية ولكن هناك مزارات أخرى في لبنان لها رمزية دينية مهمّة ونعمل أيضاً على وضعها على خريطة السياحة الدينية العالمية".
لمزار سيدة المنطرة أهمية دينية حيث مرّت والدة الإله العذراء مريم، والمسيحيّة بجناحيها الارثوذكسيّ والكاثوليكي يكرّمانها تكريمًا خاصًّا لما لها من دور على صعيد المشاركة في الفداء، ولها في لبنان الكثير من الكنائس والكاتدرائيّات والمزارات، وهي شفيعة لدى المسيحيين والمسلمين على السواء نتوكأ عليها في أوقات الشدّة والمحن، ونصلي معها على نية السلام ليحل في العالم!