اشار الكاتب والخبير في الشؤون الامنية والعسكرية يوسي ميلمان، المعروف بقربه من المؤسسة الامنية في اسرائيل، الى "النجاح الباهر" مع المصارف اللبنانية واستجابتها لقطع علاقاتها بحزب الله ومؤسساته، وذلك بعد ضغط اقتصادي كبير من الولايات المتحدة. ولفت الى ان "المصارف في لبنان لم تعد تتعامل مع حزب الله ولا تحول له اموالا ولا تودعها لديها". وكشف ان الضغط الاميركي جاء بتنسيق واسع جدا مع الاستخبارات الاسرائيلية، التي قادت اضافة الى جهود استخبارية اميركية واخرى من "جهاز استخباري من غرب اوروبا"، جهودا لإفهام المصارف اللبنانية بضرورة قطع علاقاتها بحزب الله.
وأشار ميلمان في معرض نقاش خاص حول "ضائقة حزب الله المالية" مع القناة العاشرة العبرية، الى ان الاستخبارات الاسرائيلية ونظيرتها الاميركية، تعملان بتعاون وتنسيق في هذا المجال، وتتبادلان المعلومات بشكل وثيق ، كما ان "الموساد الاسرائيلي اسس لوحدة خاصة تعمل للعمل في هذا الموضوع".
وفي مقالة طويلة في صحيفة معاريف، اشار ميلمان في السياق نفسه، الى ان اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية وغربية أخرى، تستحصل على معلومات حول الحسابات في المصارف وعمليات نقل وارسال الاموال من قبل حزب الله وتضعها على طاولة نائب وزير المالية الأميركي المكلف بمكافحة تمويل الإرهاب والاستخبارات المالية، آدم سوبين، لاجراء اللازم.
ونوه ميلمان بضرورة مدح شجاعة حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، على ادائه. وقال "رياض سلامة هو الشخص الاكثر شجاعة في لبنان. هو ماروني، لكنه يتصرف كانتحاري شيعي في تصميمه على مواجهة تهديدات حزب الله"، واضاف "مسؤولو البنوك الاميركية والاوروبية، الذين يلتقون سلامة، يقرون انهم لو كانوا مكانه ما استطاعوا النوم بهدوء. فقبل عدة اشهر انفجرت عبوة ناسفة بجانب البنك المركزي في بيروت، وضعت كما يبدو من قبل حزب الله لتخويف سلامة، وتحذيره من الاستجابة لمطالب الولايات المتحدة".
سلامة، يضيف الخبير الاسرائيلي، هو شخصية مهنية محترمة وناجحة في لبنان، وهو رغم ازمة العقوبات المالية الحالية ضد هذا البلد، ما زال اسمه يتداول كمرشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية، "لكن موقفه الشجاع قضى على فرص انتخابه لهذا المنصب".