أشارت صحيفة "الرياض" إلى ان "الطفل السوري عمران دقنيش الذي انتشرت صورته عبر العالم وهو مغطى بالدماء والتراب بعد انتشاله من تحت الأنقاض في حلب إثر غارة روسية أو سورية لا يهم، المهم إن عمران ليس الأول ولن يكون الأخير ضمن ضحايا الحرب الدائرة في سوريا والتي أثبتت دون شك الفشل الذريع للقوى الكبرى والمجتمع الدولي في وقف نزيف الدم المستمر في هذا البلد"، لافتا إلى ان "صورة الطفل عمران دون شك صورة تمزج المشاعر الإنسانية بين الفرح بنجاته والغضب على من تسبب في إيذائه، وآلاف الأطفال السوريين الذين كانوا ضحايا لحرب لا مهزوم فيها ولا منتصر بل مجرد ضحايا يزدادون كل يوم تحت أنظار عالم لا يكترث لأمرهم كثيراً".
ورأت انه "كدنا أن ننسى قصة الطفل إيلان الذي جرفته المياه بعد غرقه إلى أحد الشواطئ التركية وتحولت صورته رمزاً لمعاناة اللاجئين السوريين الهاربين في زوارق الموت باتجاه أوروباً، كدنا أن ننسى أنه كان هارباً من الموت ليجد الموت أمامه وفي انتظاره، وجاء عمران ليفتح جرحاً لم يندمل، جاء لينعش ذاكرتنا ان ما يحصل في سورية يفوق كل عقل ومنطق مجسداً صورة الإنسان في أبشع صوره بعد تخليه عن إنسانيته، ذكرنا أن السوريين عموماً وليس الأطفال وحدهم يعيشون مأساة إنسانية تفوق كثيراً من مثيلاتها، ولكن الأطفال دون غيرهم يحصلون على تعاطف أكبر كون أنهم لا ناقة لهم ولا جمل فيما يحدث وما ذنبهم إلا أنهم كانوا في الزمان والمكان الخطأ"، لافتة إلى انه "في حال استمرت الأزمة السورية، وهذا هو المتوقع، ستزداد أعداد الأطفال الضحايا، وسيتمر العالم في تجاهل مصيرهم، سيعتبرونهم أرقاماً تضاف إلى أرقام، وإنهم ضحايا حرب مثل غيرهم".