يردد الرئيس بري امام زواره انه لايستطيع ان يمارس دائما دور «ولاّدة الحلول» خصوصا في ظل المراوحة القاتلة التي تشهدها الساحة السياسية.
لكنه لا يعني في ذلك الوصول الى حالة اليأس، باعتبار ان الوضع لا يحتمل ان نبقى مكتوفي الايدي وان ننتظر الحلول السحرية من الخارج.
ويعكس كلامه هذا الاجواء السائدة عشية جلسة الحوار المقبلة في 5 ايلول، حيث ان المساعي التي قام ويقوم بها بعد ثلاثية الحوار لم تسفر حتى الآن عن نتائج ايجابية ملموسة اكان على صعيد الاستحقاق الرئاسي او على صعيد قانون الانتخاب.
ومنذ ان طرح فكرة سلّة الحل المتكامل تؤكد الوقائع استحالة فصل عناصر الازمة، لا بل ان مواقف الاطراف السياسية تؤشر بوضوح الى الحاجة للاتفاق على هذه السلّة التي تشمل: الرئاسة، وقانون الانتخابات، والحكومة ورئىسها.
ويرى مصدر وزاري انه لا يبدو في الافق امكانية احداث خرق جدي في جدار الازمة القائمة، معتبرا ان ما يعيق الحلول هو انتظار بعض الاطراف قرارات الخارج.
ولا يبدو من خلال ما تشهده المنطقة من تطورات ان الدول المؤثرة والفاعلة مهتمة بالساحة اللبنانية.
ويضيف بأن فترة الانتظار ربما تطول للاسف، فالحرب في اليمن قائمة وعصيّة على الحلول في الوقت الحاضر، وسوريا مفتوحة على كل الاحتمالات، هذا عدا عما تشهده العراق والمنطقة في ظل خطر الارهاب والتنظيمات الارهابية. وان ورقة انتظار الخارج هي ورقة غير مضمونة او متوفرة.
ويخشى المصدر من خروج جلسة الحوار المقبلة من دون نتائج ملموسة مع العلم ان الرئىس بري قدم للمتحاورين خارطة طريق يمكن ان تساعد على بلورة الحل انطلاقا من انتخاب رئىس للجمهورية تساهم بل تكون المساهم الاساسي في انطلاقة جيدة للعهد الجديد.
وحسب الاجواء التي سادت خلال وبعد ثلاثية الحوار فإن الاطراف رحبت بهذه الخارطة باستثناء تحفظات رئىس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي بدا مغردا خارج السرب.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن ترجمة هذا الموقف الايجابي الجامع اكان على مستوى رئاسة الجمهورية ام على مستوى تسهيل الاتفاق على قانون الانتخاب من خلال المباشرة ببحث جدي في موضوع مجلس الشيوخ.
وبرأي المصدر الوزاري ان عامل الوقت مهم جداً، وان الشهور الثلاثة المقبلة تشكل الفرصة السانحة لالتقاط الحل والا فان التفتيش عن الخروج من الازمة يصبح صعباً في المرحلة اللاحقة.
ومما لا شك فيه، كما يقول المصدر الوزاري، ان اليد الواحدة لا يمكنها ان تصفق وان استمرار وقوف بعض الاطراف خلف متاريسهم السياسية يعقد الامور، ويؤخر الحلول ان لم نقل يساهم في تبديدها.
وحسب رصد المواقف منذ الحوار الاخير، فان خارطة طريق الرئيس بري ما تزال في مرحلتها الاولى رغم اللقاءات والاتصالات التي اجراها مؤخراًَ لا سيما مع المستقبل والتيار الوطني الحرّ وبعض الاطراف.
ووفقاً للمعلومات فان السجال الاخير بين المستقبل وحزب الله يخلق اجواء متشنجة، مع العلم ان الحملة العنيفة التي شنها رموز في التيار على «سرايا المقاومة» تحمل علامات استفهام حول اسباب وخلفيات هذا الهجوم.
ورغم تكتم الرئيس بري حول الخطوات التي يمكن ان يقوم بها قبل حوار 5 ايلول لتحريك الامور باتجاه المزيد من الحلحلة، فان ما سيقوله في مهرجان ذكرى اختطاف الامام الصدرورفيقيه سيشكل محطة مهمة في هذا الاتجاه، دون اغفال التحذيرات التي اطلقها وسيطلقها، بقصد تحفيز الجميع على الاندفاع نحو الحل بدلا من البقاء في «دوّيخة» الانتظار.