وجه كل من بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر وبطريرك السريان الأرثوذكس إغناطيوس أفرام الثاني وبطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث، "نداء إنسانيا إلى الضمير العالمي والدول المعنية"، بعنوان "كفى حصارا على الشعب السوري، إرفعوا العقوبات الدولية عن سوريا"، مشيرين إلى أنه "منذ بداية الأزمة السورية عام 2011، زاد تأثير العقوبات الاقتصادية والمالية على الحياة المعيشية في سوريا، مما شكل عبئا أثقل كاهل الشعب السوري وضاعف معاناته. وهذه العقوبات تشكل وجها آخرا للأزمة وتهدف إلى فرض الضغط على الأفراد والمؤسسات والشركات، وبالتالي على الشعب بأسره".
ولفت البطاركة إلى أن "غياب الاستثمارات الجديدة وحظر الرحلات الجوية الدولية إلى سوريا، بالإضافة إلى تقليص حجم التصدير إليها وإدراج أسماء بعض الشركات السورية على القائمة السوداء للتجارة الدولية، يعد من الخطوات الاقتصادية التي تعزل سوريا عن المجتمع الدولي. كذلك، فإن إغلاق معظم السفارات الغربية في سوريا وسحب موظفيها والعاملين فيها يضيق على العلاقات الدبلوماسية ويصب في عزل سوريا عن المجتمع الدولي ويحد من علاقاتها الخارجية. كما أن منع التداولات المصرفية الدولية مع سوريا يضع الشعب في ضيقة اقتصادية، مما يفقر المواطن ويهدد لقمة عيشه وكرامته الإنسانية"، مشيرين إلى أنه "نتج عن ذلك موجة من الغلاء الفاحش وتقلص قدرة المواطنين السوريين على الحصول على موارد أساسية للحياة بسبب انخفاض سعر الصرف وتأثيره المباشر على القيمة الشرائية، الامر الذي حمل أبعادا خطيرة انعكست على المجتمع السوري في جميع شرائحه وفئاته كافة، وطالت كل نواحي الحياة اليومية والمعيشية. كما أدت إلى ظهور مشاكل إجتماعية جديدة".
وأشار البطاركة إلى أنه "إذا كانت الأهداف الرئيسية لفرض هذه العقوبات سياسية، فهي قد طالت الشعب السوري والطبقة الفقيرة والكادحة من الناس بشكل خاص وحاد، في أمور حياتهم اليومية من غذاء واستشفاء وبالرغم من صمود الشعب السوري في وجه المحنة، إلا أن الحالة الاجتماعية تزداد سوءا، ويزداد فقر الشعب السوري ومعاناته الانسانية وهذا دفعنا، نحن البطاركة الثلاثة المتخذين من دمشق مقرا لنا، حيث نعاين عن كثب ما يعانيه السوريون من جميع الأديان والمذاهب، إلى إعلاء صوتنا في هذا النداء الإنساني مطالبين برفع العقوبات الاقتصادية عن أبناء سوريا المتمسكين بأرضهم وتراب أجدادهم، وحضارات عمرها آلاف السنين"، لافتين إلى أنه "يأتي نداؤنا هذا دعوة لاتخاذ إجراءات غير عادية، وقرارات شجاعة وحكيمة ومسؤولة ذات بعد إنساني يستند إلى شرعة حقوق الإنسان والمواثيق الدولية، من خلال رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا. فهذا سيلبي تطلعات أبناء الوطن بتحسين وضعهم المعيشي ويزيد من تجذرهم في أرض الآباء والأجداد، ويساعد في إعادة اللحمة بين أبناء الوطن الواحد، ويحد من استغلال مأساة الشعب السوري من قبل المجموعات التي لا تريد الخير لهذا البلد، ويسهل عملنا كمؤسسات كنسية وإنسانية في التداول بالمساعدات الإنسانية وإيصال الأدوية النوعية والمعدات الطبية إلى من يحتاجها في جميع أنحاء الأراضي السورية. إن نداءنا هذا ينسجم مع ويلاقي رغبة عدد من الدول والمؤسسات الإنسانية بمساعدة الشعب السوري الذي يعاني من وطأة الأزمة ويساهم في التخفيف من معاناته ومعالجة الأضرار الناجمة عن الأزمة".
وأمل البطاركة "أن يتجاوب المجتمع الدولي مع صرخة السوريين الإنسانية فكفى حصارا اقتصاديا على الشعب السوري، وارفعوا العقوبات الدولية عن سوريا، واسمحوا لهذا الشعب أن يعيش ويتمتع بالكرامة التي هي حق أساسي لكل شعوب العالم".