لفت راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده في العظة التي ألقاها خلال القداس الاحتفالي في باحة مزار القديسة رفقا في دير مار سمعان القرن في بلدة ايطو في قضاء زغرتا، لمناسبة ذكرى نذورات القديسة رفقا إلى "إني أفرح الآن بالآلام التي أقاسيها لأجلكم، وأتم في جسدي ما ينقص من مضايق المسيح لأجل جسده الذي هو الكنيسة"، بهذه الكلمات التي يعبر فيها بولس الرسول عن القيمة الخلاصية للألم، يستهل البابا القديس يوحنا بولس الثاني رسالته الرسولية "الألم الخلاصي" الذي تحول، مع آلام المسيح وموته من سبب لليأس إلى وسيلة للخلاص. فالكثيرون كانوا يعتقدون ويؤكدون أن الألم والعذاب هو عقاب من الله يفرضه على الذي يخالف إرادته، بينما نرى على العكس ونسمع المسيح يقول لنا أن الله لا يريد موت الخاطئ بل توبته وعودته إليه ليحيا. إذ ليس الله من يفرض العذاب والألم على الإنسان، بل هو الإنسان من يفرض ذلك على نفسه، عندما يعتقد أن بإمكانه تحقيق ذاته ومبتغاه بالإبتعاد عن الله ورفضه، لكنه لا يلبث أن يكتشف عريه ومحدوديته، ويبتعد عن الله ويختبئ من وجهه خوفا منه، على ما يقول سفر التكوين، بعد خطيئة أبوينا الأولين".
وأشار إلى أن "الآلام الجسدية التي عانت منها، فقد طلبت من الرب أن يجعلها مشاركة منها معه في آلامه، فقد بدأت بوجع في رأسها أخذ يمتد فوق عينيها كشهب نار، ورافقها وجع العينين أكثر من إثنتي عشر سنة، وإنتهى بالعمى الذي لازمها ست عشرة سنة أخرى، بعد أن إقتلع الطبيب عينها وهو يجري لها عملية جراحية وبعد ذلك أصيبت بالمرض في عظامها ووركها وإنفك عظم رجلها وبقيت في حالة تفكك لا مجال لوصفها. وكانت ردة فعلها الدائمة عبارة: مع آلامك يا يسوع".
وطلب من الرب "نعمة الثبات في الإيمان والقبول بما يرسله لنا من صعوبات في حياتنا قد تسبب لنا الإزعاج مرات كثيرة، ولكنها بالتأكيد توصلنا إلى الخلاص إذا ما قبلنا بها وقلنا مع أيوب البار الرب هو الذي يعطي وهو الذي يأخذ، فليكن إسمه مباركا وإننا كما نقبل منه الخير نقبل منه كذلك الألم والعذاب، كي نستحق الخلاص والعيش معه في السماء".