رفع عمال ومستخدمو مؤسسة مياه لبنان الجنوبي مؤخرًا من تحركاتهم المطلبية لادخالهم الى وزارة الطاقة والمياه كموظفين دائمين للحصول على المكتسبات الوظيفية مثلهم كبقية الموظفين في الدولة، بعدما أمضى بعضهم ما يقارب الـ50 سنة يعمل تحت عنوان عمال غب الطلب.
ويبلغ عدد هؤلاء العمال اليوم ما يقارب الـ590 عاملاً في المؤسسة والمشاريع المائية في الجنوب، علماً أنّهم يلفتون إلى أنّ هناك وظائف شاغرة في المؤسسة بما يوازي عددهم، ومعاناتهم تفوق، كما يقولون، معاناة متطوعي الدفاع المدني او المستخدمين في مؤسسة الكهرباء.
ولهذه الأسباب، نشطت نقابة مستخدمي وعمال مؤسسة مياه لبنان الجنوبي(1) في الفترة الأخيرة لحمل مطالبهم إلى المسؤولين، حيث شملت زياراتهم مختلف الأفرقاء، من حزب الله وحركة أمل، إلى النائب بهية الحريري، كما زاروا مؤخراً وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور لدعم مطلبهم بالتثبيت في مجلس الوزراء، خصوصا انهم من كل الطوائف اللبنانية المتمركزة جنوبا.
هم لم يتركوا بابا الا وطرقوه بمن فيهم رجال الدين المسلمين والمسيحيين، ولكنّهم يتخوّفون من ان يحال العديد منهم على التقاعد القانوني من دون أن يثبّتوا وتتوفر لهم الضمانات الصحية والوظيفية لما بعد نهاية الخدمة، أو أن يموتوا وهم مستخدمون وتذهب عائلاتهم في مهب الرياح نحو العوز والحاجة.
وبحسب أمين سرّ النقابة عباس قبيسي، فإنّ المطلب الرئيسي الذي ترفع لواءه يبقى تسوية أوضاع عمال غب الطلب والمشاريع المائية في المؤسسة، وهو يؤكد ان الحاجة تقضي بملء الشواغر وتسوية اوضاع جميع العاملين في المؤسسة وتثبيتهم في الملاك وفقا للاصول، مشيرا الى ان النقابة أخذت على عاتقها تسوية اوضاع هؤلاء العمال المياومين ورفع الغبن عنهم، وبادرت للتحرك نحو المعنيين وجميع الكتل السياسية، كما قامت بتحركات احتجاجية في أحيان أخرى شملت جميع دوائر المؤسسة، ونحو الاعلام في أحيان أخرى والهدف "أكل العنب وليس قتل الناطور"، على حدّ تعبيره.
ويكشف قبيسي، في حديث لـ"النشرة"، عن خطة عمل النقابة وما تقوم به لرفع الظلم والغبن عن مستخدمي وعمال المؤسسة وعن الإجحاف اللاحق بحقوقهم التي كفلها قانون العمل اللبناني ونظام المستخدمين في المؤسس ، ومنها ضم عائدات الجباية التي يتقاضاها المستخدمون الى تعويض نهاية الخدمة وإستفادة افراد عائلاتهم من طبابة الاسنان وضم الخدمات ودفع بدل عن قسط المياه السنوي أسوة بباقي المستخدمين الذين يتقاضونها منذ سنة 2005.
ويصف أمين السر مناقصات عمال غب الطلب في الادارات العامة ومؤسسات الدولة بـ"البدعة"، لافتاً إلى أنّها تكلفها مبالغ طائلة، مع العلم بأنه يوجد حالياً في المؤسسة أكثر من 575 وظيفة شاغرة حسب المرسوم 14914 الصادر من 11 سنة، ويلفت في الوقت عينه إلى أنّ النقابة مع تعديل هذا المرسوم، باعتبار أنّه خلال السنوات الفائتة تم إستحداث آبار جديدة ومشاريع مائية ومشاريع للصرف الصحي وكلها تحتاج الى موظفين لتشغيلها.
ويناشد قبيسي وزير الطاقة والحكومة للمساعدة للحصول على المرسوم الجديد لتسوية اوضاع عمال غب الطلب وعمال المشاريع المائية وعمال الصرف الصحي أسوة بمؤسسة مياه لبنان الشمالي التي حصلت على المرسوم 7560 تاريخ 1 آذار 2012 العدد في الجريدة الرسمية، ويشدّد ختاماً على أهمية تفعيل العمل النقابي.
هي صرخةٌ يرفعها عمال ومستخدمو مؤسسة مياه لبنان الجنوبي، على أمل أن تصل لمن ينظر بحالهم، وينصفهم كما يطالبون، فهل يتحقق المُراد؟
(1) تأسّست نقابة مستخدمي وعمال مؤسسة مياه لبنان الجنوبي سنة 1977 تحت إسم نقابة مياه صور برئاسة النقيب قاسم غبريس، وفي سنة 1994 أصبحت تضم جميع مصالح المياه في الجنوب تحت اسم نقابة مصالح عمال المياه في الجنوب. وعند دمج مصالح المياه في 5-7-2005 بمرسوم رقم 14914 تم تغيير إسم النقابة فأصبح نقابة مستخدمي وعمال مؤسسة مياه لبنان الجنوبي.