مع ازدياد مشكلة التقنين في الكهرباء، تعود الأسئلة لتطرح حول التقنيات المستخدمة والتي تساعد على توليد الطاقة الكهربائية عبر ​الطاقة الشمسية​، والمشروع الذي أقيم في منطقة ​نهر بيروت​ مثال على تنفيذ تلك التقنيات، ففي العام 2014 طرح إقامة محطة طاقة شمسية فوق مجرى نهر بيروت ليطلق بعدها مشروع إنتاج الكهرباء من النهر وأطلق عليه اسم "مشروع نهر بيروت للطاقة الشمسية"، اليوم وبعد مضي عامين، أين أصبح هذا المشروع؟!

إن القدرة الانتاجية لـ"محطة نهر بيروت للطاقة الشمسية" هي ميغاوات واحد وقد بدأ العمل بها بعد مضي سنة من إفتتاح المشروع. هذا ما يؤكده مدير عام المركز اللبناني لحفظ الطاقة في وزارة الطاقة ​بيار خوري​، لافتاً الى أنها "تغطي مساحة 11 ألف متر من النهر، ما سيؤدّي إلى تأمين نحو مليون و650 الف كيلوواط/ ساعة من إنتاج الكهرباء سنوياً"، ومشيراً في نفس الوقت الى أن "معمل الزوق الحراري ينتج 300 ميغاوات ما يعني أن هذه المحطة حجمها 1/300 من حجم معمل الزوق"، ومشدداً أن "أهميتها تكمن بأنها أول وأكبر محطة طاقة شمسية في لبنان وهي تابعة للدولة".

من يراقب عمل مشروع نهر بيروت للطاقة لا يفهم أهميته خصوصاً وأن إنتاج الكهرباء منه ضئيل، وهنا يشرح خوري أن "ضخّ الواحد ميغاوات يتم على الشبكة الرئيسية لمؤسسة كهرباء لبنان وهي بدورها تقرّر كيفية التوزيع على المناطق المجاورة للمحطة كون حجم الطاقة الذي تولده ضئيل".

وحول هذا الموضوع يشرح المسؤول في مؤسسة كهرباء لبنان ​أنطوان ضو​ عبر "النشرة" أن "عددا من المباني المجاورة للمحطة يستفيد من هذه الطاقة المتجددة"، مشيراً الى أن "أهميتها تكمن أنه وفي حال انقطعت الكهرباء وبوجود شمس ساطعة تدخل هذه الطاقة على المحطة وتغذي المحول ما يؤدي الى توليد الكهرباء".

بدوره يشير خوري أيضا إلى أنّ "أكثر من محطة مماثلة لتلك الموجودة فوق نهر بيروت جهّزت وبدأ العمل بها، وبالتالي فقد بدأنا بضخّ أكثر من ثلاثين ميغاوات ما بين القطاع العام والخاص"، مشدداً على أن "الهدف من تركيب المحطات على الطاقة الشمسية هو أن نصل الى توليد 250 ميغاوات بحلول العام 2020 على طريقة الطاقة الشمسية أي 12% من حاجات لبنان للطاقة"، لافتاً الى أننا " نسعى الى التكامل بين الطاقات التقليدية وتلك المتجددة لأنه لا يمكن أن يتوصل أحد الى توليد 100% من الطاقات المتجددة".

إذا بدأ العمل على استخدام الطاقة المتجددة وبدأ منها ومعها إنتاج وتوليد الكهرباء، فهل ينجح هذا الاسلوب في الحدّ من أزمة الكهرباء التي تتفاقم يوماً بعد آخر؟!